أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب !
وهل يُتقَى بالوجه؟!
الأصل أن الوجه هو ما يحرص الإنسان على حمايته ابتداءً
هو تلك المنطقة المكرمة التي تسارع الأيدي لوقايتها حين تشعر بخطر يهددها
انظر إلى ذلك الطفل المسكين الذي اعتاد والده القاسي تحري وجهه للطمه عليه أين تجد يده؟!
إنها تتجه لاشعوريا إلى وجهه لتقيه اللطمات واللكمات القاسية
فأين أيديهم ذلك اليوم؟!
تلك الأيدي الآثمة التي طالما استحلت الحرام ومنعت حق المحرومين
تلك الأيدي الظالمة التي طالما بطشت بالمظلومين وزادت قهر المقهورين
تلك الأيدي الجائرة التي طالما أشارت أو وقعت على أمر بعذاب واعتداء على المساكين
تلك الأيدي الباغية التي طالما اجترأت على صفع المطحونين وقمع المستضعفين
تلك الأيدي القوية الضخمة التي لم تكن تأبه باتقاء أيدي المظلومين ولا دفعهم عن أنفسهم تحت وطأة غلظتها وقسوتها
تلك الأيدي في ذلك اليوم لن تنفع
لن يستعملوها حتى في الدفع عن وجوههم اتقاءً لألسنة النار الحارقة
إنها أيدٍ مغلولة هناك
وإن وسيلة الاتقاء هي تلك الوجوه التي طالما كانت مصعرة للناس في الدنيا
إنهم يتقون النار بوجوههم
تخيل المشهد
إنه عذاب مزدوج يحمل إلى جوار ألم الحرق ذل المهانة ومرارة العجز
أويتقى بالوجه ويدفع به أم يدفع عنه
إنه الجزاء الوفاق للظالمين ممن ليس لهم خلاق
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ}
المقال السابق
المقال التالى