عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

الليلة الرابعة :غزوة بدر الكبرى الجزء الثاني

وقف أبو بكر الصديق إلى جوار الرسول وهو يكثر الابتهال ويقول : (اللهم أنجز لي ما وعدتني ,اللهم إني انشدك عهدك ووعدك ,اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لاتعبدُ في الأرض) ,حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فاخذ رداءه فألقاه على منكبيه وقال : يانبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك.

 

 

 

وكان المسلمون يتضرعون الله تعالى ويستنصرونه ,فاستجاب لهم ربهم وأوحى إلى ملائكته : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ ) 1,وأوحى الله إلى رسوله : (أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) 2, خرج صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهو يقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) وسار إلى موضع المعركة وأصبح يشير بيده الشريفة ,هذا مصرع فلان, وهذا مصرع فلان إن شاء الله فما تعدى أحد منهم موضع إشارته عليه الصلاة والسلام .

 

 

 

 أما المشركين فقد وصلهم الخبر بسلامة قافلة أبو سفيان و تطلب منهم الرجوع ,وكادوا يعودون لولا أن قام رأس الكفر أبو جهل وأصرَّ على المسير وقال: والله نرجعُ حتى نرد بدراً فنقيم عليه ثلاثاً فننحر الجزور ونُطعم الطعام ونُسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع العرب بمسيرنا وحمعنا فلا يزالون يهابوننا أبداً فامضوا .
لما علم أبو سفيان بالأمر قال :واقوماه ! هذا عمل عمرو بن هشام"أبو جهل" كره أن يرجع ,فبغى والبغي منقصة وشؤم ,إن أصاب محمدٌ النفير ذللنا ".وصحة فراسة أبي سفيان , تحرك المنافقون ليخذولا المسلمين ظناً منهم أن الغلبة للاكثر ولم يعلموا أن الغلبة والنصر بالتوكل على الله لابالكثرة ولا بالعدد .

 

 

 استفتح أبو جهل وقال :اللهم أقطعنا للرحم ,وآتانا بما لانعرفه فأحِنْهُ الغداة ,اللهم أُّينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم ,فأنزل الله تعالى: ( إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْح) 3, واستعدت جموع المشركين وهم ثلاثة أضعاف المسلمين ,ولم يعلموا أن الله تعالى أرى رسوله صلوات ربي وسلامه عليه هذه الكثرة قِلة ,والمشركين يرون المسلمين كثرة لأمر أراده الله تعالى ,قام الرسول يعظ المسلمين ويذكرهم بمالهم في الصبرو الثبات من النصر والظفر وثواب الله الآجل ,وأخبرهم أن الله تعالى أوجب الجنة لمن استشهد في سبيله ,فقال عمرو بن الحمام: يارسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال :نعم ,قال :بخ بخ يارسول الله و كان في يده تمرات يأكلهن ,فرماهن وقال :مابيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ,وقد قاتل رضي الله عنه حتى قتل .

 

 

 وقف الرسول صلى الله عليه وسلم أمام العدو وأخذ ملء كفه من الحصباء فرمى بها وجوههم فلم تترك رجلا إلا ملأت عينيه وشغلوا بالتراب في أعينهم ,وقال لهم صلى الله عليه وسلم : (شاهت الوجوه ) ,وأمر أصحابه فقال : ( شدوا ) ,بدأت المعركة بمبارزة بين عتبة و شيبة بن ربيعة ,والوليد بن عتبة يطلبون المبارزة فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فرفضوا ,فبرز لهم علي بن أبي طالب ,وعبيدة بن الحارث ,وحمزة بن عبدالمطلب فقتل علي قِرنه الوليد ,وحمزة قِرنه عتبة ,واختلف عبيدة وقِرنه فكرَّ حمزة وعلي على قرن عبيدة فقتلاه ,واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله , و كان علي رضي الله عنه يقسم بالله لنزلت هذه الآية فيهم : "هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ," 4 استشاط الكفار لهذه البداية فأمطروا المسلمين وابلاً من سهامهم ثم حمى الوطيس فأمر الرسول أصحابه أن يردوا هجم المشركين من مواقعهم وقال : ( إن اكتنفكم القوم انضحوهم عنكم بالنبل ) حتى يستفذ المسلمين جهد العدو ويلحقوا به الخسائر ,التحم الجيشان وبدأت البطولات تظهر ..

=-=-
1-
سورة الأنفال :12.
2-
سورة الأنفال:9.
3-
سورةالأنفال :19.
4- سورة الحج :19

 

لتحميل الفلاش اضغط هنا




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق