الليلة التاسعة فتح النوبة ومعاهدة القبط سنة 31هـ
بلاد النوبة الواقعة في جنوب بلاد مصر ,وأما قائد هذه المعركة فهو الصحابي الجليل عبد الله بن أبي السرح . فتح المسلمون هذه المنطقة على يدي عمرو بن العاص رضي الله عنه , وأرسل حملة إلى برد النوبة بقيادة عقبة بن نافع الفهري رحمه الله تعالى فدخل تلك البلاد ,ولقي المسلمون فيها قتالا شديدا , حيث كان النوبيون يجيدون الرمي بالسهام فرشقوهم بالنبل حتى جرح عامتهم ,فانصرف المسلمون وقد فقئت حدق الكثير منهم .
وتمخض عن هذه المحلة عقد صلح بينهم وبين المسلمين تقررت من جرائه الهدنة .ولما تولى ولاية مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح في عهد عثمان رضي الله عنه نقض النوبيون العهد وهاجموا صعيد مصر ,فخرج عبد الله بن أبي السرح بجيش تعداده عشرون ألفا وتوغل في بلادهم جنوبا إلى عاصمتهم دنقلة فحاصر أهلها إلى أن استسلموا وطلب ملكم "قليدور" الصلح ,وأبدى الضعف لعبد الله بن أبي السرح فقرر الصلح معه وعقد بين الجانبين معاهدة فريدة من نوعها , كان لها عظيم الأثر على عملية انتشار الإسلام في شرق القارة الإفريقية ,وكان هذا في رمضان سنة 31هـ ,
وجاء في المعاهدة :
أنهم آمنون ,وعليهم حفظ من خرج إليهم ,وإعادة من لجأ لهم من مسلم محارب للمسلمين ,وحفظ المسجد الذي بناه المسلمون ,
360 رقيق يسلمونها إلى أمير المسلمين.
فكان هذا من أسباب إنتشار الإسلام في تلك البلاد التي أدرك عبد الله بن أبي السرح رضي الله تعالى عنه صعوبة تضاريسها وصعوبة فتحها بالقتال .
وكانت تلك المعاهدة إلى دخل غالب بلاد النوبة في الإسلام ,فحماية من دخل مسلما للنوبة يسرت أمر دخول الدعاة لها , وحفظ المسجد لإنه منطلق الدعوة ومركزها ,وفي دفع 360 رقيقا إلى والي المسلمين ,فإذا سلموا للمسلمين أصبحوا مماليك دولة لارقيق أفراد ,وينتج من هذا :
دخولهم في الإسلام ,وعودة البعض منهم دعاة إلى أرضه النوبة ,وكان منهم القادة والوزراء ,وفي القرن الثامن الهجري أصبحت بلاد النوبة كلها بلادا إسلامية , فجزى الله القائد عبد الله بن أبي السرح خيرا على تلك المعاهدة التي أتت ثمارها يانعة .
لتحميل الفلاش أضغط هنا
المقال السابق