ومن طبائع البشر -إلا من رحم الله- أن تأخذهم العزة بالإثم، وأن يدفعهم النَّيْل منهم لمزيد من العناد، وأن تتحول السجالات الفكرية إلى انتصار للنفس، يتبعه بغي متبادل، نتيجة تلك الآفة التي تتسرب إلى جل القلوب -إلا من رحم الله-.
آفة حظ النفس!
ولا يكاد ينجو من تلك الآفة إلا من انتبه لها، وتتبع بواعثها، وتذكر أن قدوته ما انتقم لنفسه قط، ولكن أن تنتهك حرمة من حرمات الله، فينتصر النبي صلى الله عليه وسلم لله.
وبذلك التتبع والحرص على تجرد المشاعر؛ وردود الأفعال؛ لتكون خالصة لله وحده، وليس للنفس فيها نصيب، يتنزل العون من الله، ويُعصم المرء من شرور نفسه، وحظوظها، وتصبح غضبته لله لا لها.
هذا ما على المرء!
أما ما على خصومه؛ فهو ألا يضغطوا على بواعث تلك الحظوظ، وألا يعينوا المرء على نفسه، أو يكونوا عونًا لشيطانه عليه.
ولقد روي أن بعض السلف كانوا ينهون عن الإكثار من قول المرء لأخيه: "اتق الله"؛ كي لا تأخذه العزة بالإثم، ويهون عنده مدلول النصيحة، أو تأتي بنتيجة عكسية.
أسأل الله أن يقينا من العزة بالإثم.
المقال السابق
المقال التالى