يقول الله عز وجل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر جزء من الآية: 60] ويقول أيضًا: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [ البقرة جزء من الآية: 186]، نعم أخي المسلم إن الدعاء نعمةٌ عظيمةٌ وعبادة في حد ذاته طالما أنت تدعو الرحمن فانت في عبادة ولك الأجرعلى ذلك وتاكد أخي من أن الله سميعٌ عليمٌ بصيرٌ خبيرٌ يعلم كل ما في صالحك ويدرك كل أحوالك فهو الحكيم يعرف متى يعطيك ومتى يبعد عنك ما تريد وذلك لإن فيه شرٌ لك فقد قسم أهل العلم الدعاء والاستجابة إلى 3 مراتب الأولى: دعائك يستجاب من قبل الخالق، الثانية: لا تستجاب دعوتك ولكنها تدفع عنك بلاء يعلمه الله عنده في الغيب، الثالثة: ان يترك الرحمن لك دعائك فيجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة فيكون سببًا لنجاتك.
وفي الأحوال الثلاتة فإن دعوتك مستجابةٌ فسبحان الخالق المبدع الحكيم الخبير، فقط عليك أخي أن تستجيب لله با الاندفاع لطاعته وعبادته سبحانه والابتعاد عن نواهيه أيضًا. لترى وتتاكد من حجم النعمة الكبيرة التي بين يديك. إنه الدعاء ولعل أبرز سرٍ من أسرار الإجابة هو الإلحاح نعم فالله عز وجل يفرح بانكسار عبده بين يديه ليفتخر به أمام ملائكته ويعطيه اكثر مما يتوقع ويتخيل، وإن في مناجاة الرحمن وطلبه في السجود أثناء الصلاة وفي كل وقت وحين لذةٌ كبيرة. يكفي ان تذوق حلاوة الإيمان لتستمر بها. كان الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح يفرحون لما تزداد المصائب والآلام عليهم ليس لشيءٍ سوى أنهم يفرحون بمناجاة الملك ويتيقنون من الإجابة ومهما طالت المدة أخي، أختي، لا تفوتي فرصة الإلحاح في طلب الحي القيوم ولا تتعجل فلو تعلم ما يخفيه الله لك من خير لفرحت على كل أحوالك إنه الرحمن الذي عَلم القرآن والذي خلق الإنسان وعلمه البيان، نعم إنه خالقك والذي يدير كل شؤون حياتك فكن دائمًا معه ولا تبالي.
المقال السابق
المقال التالى