يقول الله عز وجل: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، ومن الآية الكريمة نفهم بأن الإسلام هو الدين الصحيح والكامل ومنه يستنبط الإنسان طريقةً للعيش في حقيقةٍ واضحةٍ يملأها الإيمان والسعادة.
إن الإسلام منهاجٌ كاملٌ لجميع جوانب حياتنا فلا نستطيع أن نعزله عن آية واحدة منها فهو المسند الصحيح للإنسان في حياته إن تحير وتعثر المسلم في أي شأنٍ من أمور دنياه لأمرٍ حاصل وواقع ولكنه وبمجرد رجوعه إلى شرع الله تعالى يجد الأجوبة الشافية والكاملة والكافية لكل ما قد يشككه، لذا ينبغي على المسلم دائمًا أن يتماشى مع شرع الله تعالى، ولعل أبرز ما يتضح لنا في هذا الدين عندما نسقطه على حياتنا وهو المثالية الواقعية والتي ينبغي للمسلم أن يسعى إليها ويحققها، ولذا ينبغي للمؤمن أن يكون صاحب قوةٍ بدنيةٍ وفكريةٍ ومادية وكذا إيمانيةٍ روحيةٍ وحتى وفي حالة عدم تحصيله لبعضٍ منها فلا ينبغي له أبدًا من أن يحزن أو يقنط بل باالعكس. هنا لا بد عليه من تقوية إيمانه وملئه بمختلف الطاعات والعبادات لقوله عز وجل {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]، نعم أنت الأعلى عند الله إن كنت مؤمنًا فلا تحزن لمالٍ ضاع أو جائزةٍ لم تحصل عليها أو من نقص صحةٍ قد تعود لك، بل افرح بمكانتك العالية عند الله إن كنت تعبده حق العبادة فلا تغرنك الحياة الدنيا فهي يوم أو بعض يومٍ وهذا لايعني إطلاقًا أن تنسى نصيبك من الدنيا بل بالعكس عليك الخوض بقوةٍ والسعي والعمل وطلب العلم إن عزتك أخي حقيقةٌ تكمن بمدى تمسكك بهذا الكنز العظيم والسير على خطى التابعين من الصحابة الكرام رضي الله عنهم والسلف الصالح ولابد أن ندرك حقيقة أن هذا الدين العظيم هو أساسٌ لصناعة الإنسان وتطويره، حقيقةٌ لا يجب أن نغفل عنها فمن عرفه جيدًا وطبقه علم وأدرك مدى وجود البركة الكبيرة والمساعدة ألا متناهية من عند الله عز وجل يكفي فقط السعي. والأمثلة كثيرة فسيدنا موسى كان وحيدًا مع أخيه ولكنه هزم فرعون بإذن الله، وسيدنا إبراهيم سأل ربه حائرًا مخاطبًا إياه كيف ياتي الناس من كل حوبٍ وصوبٍ لزيارة مكة هذه الصحراء الفارغة؟ فقال له ربه: أذن وادعوا علي الباقي، أنظر أخي كم تحتشد الأفئدة إلى ذاك المكان المقدس، والسيدة مريم التي جاءها المخاض عند جدع الشجرة فتألمت، فقال لها ربها: هزي بجدع النخلة ينزل منه غذاءٌ طري، فما كان عليها سوى الهز أما الباقي يترك للخالق، أخي، أختي لا تفكر كثيرًا أمامك منهاجٌ حاول جاهدًا التمسك به، منهاجٌ تركه لنا رجلٌ عظيم إنه سيدنا محمد وقال: لن تضلوا بعدي أبدًا، فقد صدق الأمين المصطفى حقَ الصدق و لذا ينبغي أن لا نُفرط في الكنز وأن نسير على خٌطى صاحب رسالته سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبهدا تتلاشى كل المخاوف المستقبلية والأحزان الماضية ويعز ويسعد المسلم كيفما كان وأينما وُجد بإذن الله.
المقال السابق
المقال التالى