بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، إن الأطفال هم قادة المستقبل، وأمل الأمة الإسلامية للمشاركة في دعمها، وتوطيد أركانها، وتربية الأطفال تستوجب العناية الكاملة، والرعاية المتأنية، وذلك لما للتربية من أثر بارز في بناء شخصياتهم، والتربية لابد أن تستند على الأسس الشرعية في التوجيه والمراقبة، ويشارك في هذه التربية الآباء والأمهات والمؤسسات التربوية، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والرجل راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» (البخاري ومسلم).
وذكر الله تعالى من أجل العبادات التي يجب غرس محبتها في الأطفال منذ صغرهم، فتألف قلوبهم ذكر الله سبحانه وتلازمه في كل وقت، وهناك العديد من السبل التي بها يحفز الآباء والأمهات أطفالهم على معرفة ذكر الله تعالى وفضله، فيمكن تعليم الأطفال الأحاديث النبوية الميسرة وسهلة الحفظ التي تتعلق بذكر الله تعالى، وتشجيعهم بمختلف الطرق للمثابرة على قول الأذكار، وتحفيزهم بالحلوى بالقدر المقبول، واستطلاع مدى ملازمتهم بطرق محببة لديهم.
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تكون نقطة إنطلاق في محبة ذكر الله تعالى، فعن جابر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ» (الترمذي)، وفي هذا الحديث الشريف يمكن تشجيع الأطفال يوميا بسؤالهم عن عدد النخلات التي قاموا بغرسها في الجنة بفضل الله تعالى!، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلُّك على غراسٍ هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ يُغرَس لك بكل كلمة منها شجرةً في الجنة» (صححه الألباني في صحيح الجامع)، وفي هذا الحديث الشريف يمكن تحفيز الأطفال بسؤالهم: كم عدد الأشجار التي غرسناها في الجنة اليوم بفضل الله تعالى؟! وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «ألا أدلك على كلمةٍ من كنوزِ الجنةِ - أو قال - على كنزٍ من كنوزِ الجنةِ؟ فقلتُ: بلى. فقال: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ» (البخاري ومسلم)، وفي هذا الحديث الشريف يمكن التحاور مع الأطفال لتشجيعهم بالقول: كم كنز من كنوز الجنة حصلنا عليه بفضل الله تعالى؟! ويستمر التشجيع بشكل يومي، والتعلم بشكل مستمر، فيتمكن الطفل من حفظ أذكار الصباح والمساء، والذكر المطلق، وينهل من منبع الأحاديث النبوية فيحرص عليها، ويكون هذا الأمر لبنة ينشأ عليها الأطفال، فيكتسبون الخير، ويتجنبون الشر.
نسأل الله تعالى أن يمتعنا وأهلنا وأطفالنا بالقرب منه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
المقال السابق
المقال التالى