إنها ليلة القدر التي شرفها الله جل جلاله، وأنعم بها الملك الكريم على المسلمين؛ قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:1-5]، فليلة القدر هي الجائزة القيمة في شهر رمضان التي ينتظرها المسلمون بشوق ولهفة؛ لنيل أجرها الكبير وفضلها العظيم فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ» (صحيح البخاري [1901]، وصحيح مسلم [760]).
الاستعداد لهذه الليلة هو سنة كريمة حرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» (البخاري: 2024 ومسلم:1174)؛ ولذا فعلينا توجيه النفس وتهذيبها لكي تلحق بالصالحين وتواكب المتنافسين، فلنكثر من الصدقات وتلاوة القرآن الكريم وكثرة الأذكار والإحسان إلى الناس والعفو عنهم، فلنلازم الدعاء الذي حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو طلب العفو من الله الكريم؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (الترمذي).
نسأل الله تعالى أن يبلغنا ليلة القدر وأن يرزقنا أجرها وأن يرزقنا عفوه وإحسانه فهو الله العفو الكريم المحسن والحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقال السابق
المقال التالى