عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

جمعه صلى الله عليه وسلم بين القولِ والإشارة في التعليم

وتارةً كان صلى الله عليه وسلم يَجمَعُ في تعليمه بين البيان بالعبارة ، والإشارة باليدين الكريمتين ، توضيحاً للمَرام وتنبيهاً على أهميةِ ما يذكُره للسامعين أو يُعلِّمُهم إياه ، وإليك طائفةً من الأحاديث في ذلك :

 

 روى البخاري ومسلم10، واللفظ للبخاري ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المؤمِنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بعضُه بعضاً ، ثم شَبَّك رسولُ الله بين أصابِعه)) .

 

 وروى مسلم11، من حديثِ جابر بن عبد الله ، الطويلِ في حَجَّة النبي صلى الله عليه وسلم قولَه : ((لو أني استَقبَلْتُ من أمري ما استَدبرْتُ ، لم أَسُق الهَدْيَ ، وجعَلتُها عُمْرةً ، فمن كان منكم ليس معه هَدْي فليَحِلَّ ولْيَجعلْها عُمرة . فقام سُراقَةُ بن مالك بن جُعْشُم فقال : يا رسول الله ، أَلِعامِنا هذا أمْ لأَبَدٍ؟ فشبَّك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصابعَه واحدةً في الاخرى وقال : دخَلَتْ العُمرةُ في الحجّ ، دخَلَتْ العُمرةُ في الحجّ ، بل لأبَدٍ أَبدٍ))12.

 

 

وروى البخاري13عن سَهْل بن سَعْد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أنا وكافِلُ اليتيم فيالجنَّةِ كهاتَيْنِ ، وأشار بإصبعَيْه : السبَّابةِ والوُسْطى ، وفَرَّجَ بينهما شيئاً)) .

 

 

وفي حديث الثلاثة الذين تكلَّموا في المَهْد ، الذي رواه البخاري ومسلم1، واللفظ للبخاري ، عن أبي هريرة ، فذكَرَ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : عيسى ابنَ مريم عليه السلام ، وغُلامَ جُرَيجٍ الراهب ، ثم قال :

((كانت امرأةٌ تُرضِعُ ابناً لها من بني إسرائيل ، فمَرَّ بها رجلٌ راكبٌ ذو شارَة2، فقالت : اللهمَّ اجْعَلْ ابني مِثلَه ، فتَرَك ثَدْيَها فأقبَلَ على الراكب فقال : اللهمَّ لا تَجعلْني مِثلَه ، ثم أقبَلَ على ثَدْيها يَمَصُّه .

قال أبو هريرة : كأني أَنظُرُ إلى النبي يَمَصُّ إصْبَعَه .

ثم مُرَّ بأمَةٍ ، تُجرَّرُ ويُلعَب بها3، وتُضرَب ، فقالت : اللهمَّ لا تَجعَلْ ابني مِثلَ هذه ، فتَرَك ثَدْيَها فقال : اللهمَّ اجعلْني مِثلَها ، فقالت : لِمَ ذاكَ؟ فقال : الراكبُ جَبّارٌ من الجبابرة ، وهذه الأمَة يقولون : سَرَقْتِ زَنَيتِ ، ولم تَفْعل ، وهي تقول : حَسْبِيَ اللهُ ونعم الوكيل))4.

 

 

وروى الإمام أحمد في ((مسنده))5عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ((بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قَريبِ ثمانين رجلاً من قُرَيش ، ليس فيهم إلاّ قُرَشي ، لا واللهِ ما رأيتُ صَفْحَةَ وُجوهِ رجالٍ قَطُّ أَحْسَنَ من وجوهِهم يومئذ .

فذكروا النساءَ فتحدَّثوا فيهن ، فتحدَّثَ معهم حتى أحببتُ أن يَسكت ، ثم أتيتُه فتَشهَّدَ ثم قال :

أما بعدُ يا مَعْشَرَ قُرَيش فإنكم أهلُ هذا الامر ، ما لم تَعْصوا الله تعالى ، فغذا عَصَيْتُموه بَعَثَ إليكم من يَلْحاكم كما يُلْحى هذا القَضيبُ ، لِقَضيبٍ في يدِه ، ثم لَحا القَضيبَ فإذا هو أبيَضُ يَصْلِدُ))6.

 

 

روى مسلم والترمذي7، واللفظ له ، عن سفيان بن عبد الله الثَّقَفي رضي الله عنه قال : ((قلتُ يا رسول الله حَدِّثني بأمْرٍ أَعتصِمُ به ، قال : قُلْ : ربِّيَ الله ، ثم استقِمْ . قلتُ : يا رسول صلى الله عليه وسلم ، ما أَخوَفَ ما تخافُ عليَّ؟ فأخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانِ نَفْسه ثم قال : هذا)) .

 

 

وروى الدّارَقُطْنيُّ في ((سُنَنِه))8عن ابن عباس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ((سُئِلَ يومَ النَّحْر عمن قَدَّم شيئاً قبلَ شيء9، وشيئاً قبلَ شيء؟ قال : فرفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وقال : لا حَرَج ، لا حَرَج)) .

 

 

وروى مسلم10عن المِقداد بن الأسود رضي الله عنه ، قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((تُدْنى الشَمْسُ يومَ القيامة من الخَلْق ، حتى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيْل ، فيكون الناسُ على قَدْرِ أعمالِهم في العَرَق ، فمنهم من يكونُ إلى كَعْبَيه ، ومنهم من يكونُ إلى رُكْبَتَيْه ، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيْه11، ومنهم من يُلْجِمُه العَرَقُ إلجاماً ، وأشار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيدِهِ إلى فِيْه12)) .

 

 

وذكَرَ الحافظُ الهَيْثَمي في ((مَوارِد الظمآن إلى زوائد ابن حبان)) على ((الصحيحين))13، عن عُقْبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تَدْنو الشمسُ من الأرض ، فيعرَق الناسُ! فمِن الناسِ من يَبْلُغُ إلى الفَخِذ ، ومنهم من يَبلُغ إلى الخاصِرةِ ، ومنهم من يَبلُغ إلى عُنُقِه ، ومنهم من يبلُغُ إلى وَسَطِ فيه ، وأشار عُقبةُ بيده ، فألجَمَ فاه ، وقال : رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُشيرُ هكذا ، ومنهم من يُغطّيه عَرَقُه ، وضَرَب14بيده إشارةً))15.

 

 

-----------------------------------

10 ـ البخاري 5 :72 في كتاب المظالم (باب نصر المظلوم) ، و10 :376 (باب تعاوُن المؤمنين بعضهم بعضاً) ، ومسلم 16 :139 في كتاب البر والصلة (باب تراحُم المؤمنين وتعاطُفُهم وتعاضدهم) .

11 ـ 8 :178 في كتاب الحج (باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم) .

12 ـ أظهَرُ ما قيل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ((دخَلَتْ العُمرةُ في الحجّ)) : أنَّ العمرة يجوز فعلُها في أشهر الحج ، خلافاً لما كانت الجاهلية تَزعمُهُ من امتناع العمرة في أشهر الحج ، فهذا إبطالٌ منه صلى الله عليه وسلم لما زعموه .

وهناك وجوه أخرى في معنى هذه الجملة تراها في ((شرح صحيح مسلم)) للنووي 8 :166 ، و((فتح الباري)) لابن حجر 3 :485 .

13 ـ 9 :389 في كتاب الطلاق (باب اللعان) ، و10 :365 في كتاب الأدب (باب فضل من يعول يتيماً) .

1 ـ البخاري 6 :344 ـ 348 في كتاب أحاديث الأنبياء (باب قول الله تعالى واذكر في الكتاب مريم ...) ، ومسلم 16 :106 ـ 108 في كتاب البر والصلة (باب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها) .

2 ـ أي ذو هيئةٍ جميلة ومَلْبَسٍ حسن .

3 ـ هذه الجملة من رواية ثانية عند البخاري 6 :371 في كتاب أحاديث الأنبياء (باب بعد باب ما ذُكر عن بني إسرائيل) .

4 ـ هذه الجملة من بعد الفاصلة من رواية الإمام أحمد في ((مسنده)) 2 :308 .

5 ـ 1 :458 .

6 ـ يَصْلِدُ : يَبْرُق .

7 ـ مسلم 2 :8 في كتاب الإيمان (باب جامع أوصاف الإسلام) ، والترمذي 4 :607 في كتاب الزهد (باب ما جاء في حفظ اللسان) .

8 ـ في كتاب الحج 2 :252 و 253 .

9 ـ يعني : قدَّم أفعالِ الحج على بعض .

10 ـ 17 :196 في كتاب الجنة وصفة نعيمها (باب في صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهوالِهِ) .

11 ـ الحَقوْ بفتح الحاء وكسرها مع سكون القاف : هو الموضع الذي يُعْقَدُ عليه الإزار ، أي يَبْلُغ به العَرَقُ إلى وسَطه .

12 ـ أي أشار إلى فَمِهِ الشريف صلى الله عليه وسلم .

13 ـ ص 64 .

14 ـ أي أشار .

15 ـ أي أشارَ إشارةً إلى ما فوقَ رأسِه!




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق