أمرُه صلى الله عليه وسلم الصحابة بتعلُّم اللغات الأجنبية
روى البخاري2، والترمذي ، واللفظ له ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه زيد بنِ ثابتٍ قال : ((أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم له كلماتٍ من كتاب يهود ، وقال : إني واللهِ ما آمَنُ يهود على كتابي ، قال : فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلَّمتُه ، قال : فلما تعلمتُه كان إذا كتب إلى يهود كتبتُ إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابَهم)) .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وقد رواه الأعمشُ عن ثابت بن عُبَيد ، عن زيد بن ثابتٍ يقول : ((أمرَني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم السريانية)) .
فاستخدامُ اللغات الاجنبية في مجال التعليم والدعوة والتبليغ ، عند الحاجةِ إليها مما ثبت من هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أحدُ أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم .
ثم اللّغاتُ اليوم مفتاحُ العلوم الكونية التي أصبحَتْ ضروريةً ، لمُجاراة العَجَم والفَرَنجة ، والترقي بين الامم ، وصارت مفتاحاً للتعارُف الذي أصبح ضرورياً للعيش وأمنِ الإنسان على حقوقِه حين الاختلاط ، وللشيخِ صفي الدين الحِلّي وهو ممن كان يحفَظُ عِدّة لُغاتٍ :
بقَدْرِ لُغاتِ المرءِ يَكثُرُ نفعُهُ وتلك له عندَ المُلِمّاتِ أعوانُ
فبادِرْ إلى حفظِ اللغاتِ مُسارعاً فكلُّ لِسانٍ في الحقيقةِ إنسانُ
-----------------------------------
2 ـ البخاري 13 :185 في كتاب الأحكام (باب ترجمة الحكام) ، ورواه أيضاً في ((التاريخ الكبير)) ½ : 380 ـ 382 ، والترمذي 4 :167 في كتاب الاستئذان والآداب (باب في تعليم السُّريانية) .
المقال السابق
المقال التالى