عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 09:39:33
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 10407
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

يحتاج المعلم والمربي إلى وسيلة تقرب المسألة المعقدة أو المعضلة إلى الأذهان ، أو الأذهان ، أو تضوح الفكرة الصعبة . وبأسلوب آخر فإن المعلم قد تواجهه بعض الصعوبات في إيصال المعلومات إلى ذهن السامح ، فيحتاج إلى وسيلة أخرى مساعدة تحل هذا الإشكال ، وتفتح المجال إمام ذهن الطالب فيتعلم المسالة الصعبة بسهولة ويسر .

والمثل لغة : صيغة المثل وما يشتق منها تفيد التصوير والتوضيح ، والظهور والحضور والتأثير . فالمثل هو الشيء المضروب  الممثل به الذي تتضح به المعاني وهو صفة الشيء أيضاً .

والقرآن الكريم حافل بذكر الأمثال ، وهي كثيرة جداً : فمن ذلك قوله تعالى()َلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (ابراهيم )

عن ابن عباس في قوله : ( ألم تر كيف ضرب اله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة * يعني بالشجرة الطيبة المؤمن ويعني بالأصل الثابت في الأرض والفرع في السماء يكون المؤمن يعمل ي الأرض ويتكلم  فيبلغ قوله وعمله السماء وهو في الأرض .

وفي قوله تعالى في الآية السابقة (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(ابراهيم: من الآية25)) يقول الشوكاني : وفي ضرب الأمثال زيادة تذكير وتفهيم وتصوير للمعاني . ويقول ابن سعدي :فإن في ضرب الأمثال ، تقريباً للمعاني المعقولة ، من الأمثال المحسوسة ، ويتبين المعنى الذي أراده الله ، غاية البيان ، ويتضح ،غاية الوضوح ، وهذا من رحمته ، وحسن تعليمه . فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه. ويقول أبو بكر الجزائري : بعد هذه الأية ، من هداية الآيات : استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأذهان .

والمعلم الاول صلى الله عليه وسلم ، كان يضرب الأمثال كثيراً في أحاديثه وأقواله ، لعلمه صلى الله عليه وسلم ما في الأمثال من قدرة على تقريب العمنى وبيان المقصود ، فمن ذلك:

1-  ما جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الاترجة طعمها طيب وريحها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرا القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ،ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ) فانظر أخي المبارك إلى هذا التفصيل ما أروعه ، ثم تأمل أثر التمثيل في بيان حقيقة المؤمن والمنافق الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآن . 

2-   عن النواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : أيها النسا أدخلوا الصراط جيمعاً ولا تنفرجوا، واع يدعو من جوف الصراط ، فإذا أراد يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال : ويحك لاتفتحه فإنك إن تفتحه تلجه . والصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى ، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم .

3-  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتاص فأحسنه وأجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين ) قال ابن حجر : فكأنه شبه الأنبياء وما بعثوا به من إرشاد الناس ببيت أسست قواعده ورفع بنيانه وبقي منه موضع به يتم صلاح ذلك البيت ..ثم قال : وفي الحديث ضرب الأمثال للتقريب للأفهام وفضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر النبيين ، وأن الله ختم به المرسلين ، وأكمل به شرائع الدين .

الخلاصة  :

1)     ضرب الأمثال وسيلة جيدة في تقريب المعاني والأفكار .

2)     يلجأ المعلم لضرب المثل عندما تصعب مسألة ما على الأذهان ، فيعمد إلى المثل لتبسيطها وتقريبها للفهم .  

يتوقف مدى الفائدة من ضرب المثال على براعة المعلم في تصوير المثال لكي يطابق الفكرة التي يريد إيضاحها .




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق