عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 01:19:17
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 4369
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

     تواجه المعلم مسائل مشكلة ، وقضايا معقدة ، يحتار معها المعلم . ولا يجد لها حلاً أو مخرجاً . فقد يصعب على  المعلم  في بعض الأحيان فهم مسالة ما، أو قد يطرح عليه سؤال من أحد طلابه ولا يجد له حلاً أو تفسيراً . ومن جهة أخرى قد يجد المعلم أن يفصل فيها ، ويحل إشكالها . وهنا قد يسلك المعلم عدة مسالك فمنها : أن يجتهد في إيجاد حل لها ، أو يعتذر عنها وهذا حسن بالنسبة إلى المعلم لأنه لم يخض فيها بغير علم وإن كان ذلك مشكلاً للطالب لأن مشكلته لم تحل بعد . ومنها أن يخوض فيها بغير علم فهذا مذموم وهو يفسد أكثر مما صلح ، ومنها أن يبحث عن حلها إما عن طريق المطالعة والبحث ، وإما عن طريق طلب الاستشارة وهو مقصودنا . والاستشارة مأخوذة من قول العرب : شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها ، وقيل من قولهم : شرت العسل إذا أخذته من موضعه . أ هـ .

قال تعالى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)(آل عمران: من الآية159) يقول ابن سعدي عند هذه الآية : أي في الأمور التي تحتاج إلى استشارة ، ونظر وفكر ، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ، مالا يمكن حصره .. ومنها : أن في الاستشارة ، تنور الأفكار ، بسبب إعمالها فيما وضعت له ، فصار في ذلك زيادة للعقول . ومنها ما تتجه الاستشارة ، من الرأي المصيب ، فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله . وإن أخطأ، أو لم يتم له مطلوب ، له مطلوب ، فليس بملوم . فإذا كان الله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ـ وهو أكمل الناس عقلاً وأغزرهم علماً وأفضلهم رأياً ـ (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) فكيف بغيره .

1- عن ابن عباس قال : لما نزلت : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إن الله ورسوله لغنيان عنها ، ولكن الله جعلها رحمة لأمتي ، فمن استشار منهم لم يعدو رشداً ، ومن تركها لهم يعدم غياً " .

فأنت ترى في هذا الحديث ، كيف كان المشورة سبباً في القرب من إصابة الحق ، وما في تركها من مقاربة الخطأ والوقوع فيه ، فحرى بكل معلم أن يسأل ويشاور من هو أعلم منه فيما أشكل عليه ، ليحصل له بذلك مقاربة الصواب وإصابة الحق ، وليبتعد عن الترفع ، والأنفقة ، وتعاظم النفس من سؤال غيره وطلب رأيه ومشورته ، فإن ذلك ترفع في غير محله ، ولو كان ذلك محموداً لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس من !. فعليك أيها المعلم أنا تسأل عما أشكل عليك فهمه ، أو تسعر عليك حله ، ولا تقل إن هذا تهوين من شأني ، أو نفص من قدري . لا . بل هو دليل على كما العقل ورجاحته .

الخلاصة  :

1)     المشورة معين للمعلم فيما يشكل عليه من المسائل والقضايا التي ترد عليه .

2)     طلب الاستشارة من الغير ليست دليلاً على نقص في المرتبة أو في العلم ، بل هو دليل على رجاحة العقل ورزانته .

في المشورة القرب من الحق ، وفي تركها البعد عنه .

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق