يخطئ المعلم عندما يظن أن علاقته بالطالب ، تقتصر على توصيل المعلومات فقط . والحقيقة أن هناك امرأ لا يقل أهمية عن التحصيل .
ألا وهو النصح والتوجيه للطالب . فالمعلم ، موجه ، ومربي ، وناصح ، وأب .
ولو أننا قارنا بين عدد الساعات التي يعيشها الطالب مع معلمه هي قد تصل إلى خمس أو ست ساعات يومياً ، لوجدنا أنها أكثر من عدد الساعات التي يلتزمها مع والديه، وهذا معلوم عند الكل . وإذا كان الأمر كذلك ، فإن المعلم يرى من الأحوال والتصرفات التي تصدر من الطالب قد تخفي ـ بل إنها تخفي فعلاً على والديه ، ولذا كان حري بك أيها المعلم أن تبذل ما في وسعك ، لإصلاح المعوج ، وتقويم المائل ، وتهذيب الأخلاق ، وتصحيح الأفكار .. وجماع ذلك كله ، بذل النصيحة . والنصيحة : هي كلمة يعبر عن جملة هي إرادة الخير المنصوح له .
وبذل النصيحة مطلب شرعي ، قبل أن يكون تعليمياً تربوياً .
1- عن تميم بن أو س الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " .
يقول الحافظ ابن حجر : والنصيحة لعام المسلمين الشفقة عليهم ، والسعى فيما يعود بالنفع عليهم ، وتعليمهم ما ينفعهم ، وكف وجوه الأذى عنهم ، وأن يحب لنفسه ، ويكون لهم ما يكره لنفسه . ولا شك أن الطلاب من عامه المسلمين .
2- وعن جرير بن عبدالله البجلي قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على : إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم .
3- وعن أنس رض الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب أخيه ما يحب لنفسه " . والنقول في هذا الباب كثيرة ، وحسبنا بما ذكرنا .
يقول ابن رجب : ومن أنواع نصحهم بدفع الأذى والمكروه عنهم، إيثار فقيرهم ، وتعليم جاهلهم، ورد من زاغ منهم عن احق في قول أو عمل ، بالتطلف في ردهم إلى الحق ، والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومحبة إزالة فسادهم .. ثم إنه من المتعين على المعلم ، أن يبذل نصيحته إلى طلابه سراً إن كانت خاصة بفرد معين . لأن ذلك أبلغ ي قبول النصيحة ، وأسرع للاستجابة، أما إن كانت علانية فهو توبيخ في قلب نصح ! يقول ابن رجب : كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً ، حتى قال بعضهم : من وعظ أخاه فيما بينه وبينه ، فهي نصيحه ، ومن وعظه على رؤوس الناس ، فإنما وبخه . ومن النصح الذي يتعين على كل معلم بذله تجاه طلابه ، هو تصحيح ( كراس الواجبات المدرسية ) بأمانة وإخلاص ، ومراعاة الأخطاء النحوية والإملائية ونحوها . وباب النصح . وأسع ولكن يضبطه قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
أيها المعلم : قدم إليك الأب ثمرة فؤاده، وفلذة كبده، فهي عندك أمانه :فماذا علمت فيها؟ هل رعيتها وأديت حق الأمانة ؟أم ماذا ؟
الخلاصة :
1) النصح والتوجيه ، لا يقل أهمية عن التعليم ، فلتعط حظها من الاهتمام ز
2) النصيحة مطلب شرعي ، قبل أن تكون مطلباً تربوياً تعليماً .
3) توجيه الطالب وجهة سليمة ، وأمره بما يصلحه ، وتقويمه إذا مال عن الطريق المستقيم .. وغير هذه الأمور ، كلها من واجبات المعلم .
4) تقديم النصيحة سراً سبب القبول ،وسرعة الاستجابة .
المقال السابق
المقال التالى