عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 01:21:53
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 5800
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

قليل من المعلمين الذين يتفطنون إلى هذه الطريقة ، وهي تتلخص في ترسيخ العقيدة في نفوس الطلاب ، عند تعليمهم مواد العلوم الطبيعية ، والمواد ( الجغرافية ) والفلكية ، ونحوها . وقبل أن نورد خبر المعلم الأول ـ صلى الله عليه وسلم ، تعالوا لنتأمل ونتدبر كلام الله عز وجل . قال الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(فصلت:39) أي ( ترى الأرض خاشعة ) ثم : أنبتت من كل زوج بهيج، فحيا بها العباد والبلاد . ( إن الذي أحياها ) بعد موتها وهمودها ( لمحي الموتى ) من قبورهم إلى يوم بعثهم ، فنشورهم ( إنه على كل شيء قدير ) فكما لم تعجز قدرته عن إحياء الأرض بعد موتها ، لا تعجز عن إحياء الموتى . أ هـ . في البيت المعلمين يحسنون الربط بين الظواهر الطبيعية وبين أمور العقيدة كما جاء في الآية السابقة ، حيث بين الله سبحانه وتعالى حالة الأرض الميتة التي لم تمطر ، من الجفاف وموت النبات فيها ، وأثر الماء عليها إذا جاءها وغمرها من ظهور الحياة عليها وتحرك النبات فيها ، ثم بين الله سبحانه لعباده أن هذا الأحياء الذي يشاهده العباد له نظير يوم القيامة وهو إحياء الموتى كما جاء في التفسير السابق عن إحياء الموتى . وفي هذا رد شاف على منكري البعث . ومثله لو أراد المعلم أن يتكلم عن الجبال فيحسن به أن يذكر فائدتها ، والحكمة من إيجادها وهو تثبيت الأرض ومنعها من الاضطراب ، ثم يذكر قوله تعالى ()أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً *وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)(النبأ:7،6) وقوله : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)(الغاشية:18:17) .

       والقرآن الكريم مليء بذكر مثل ذلك وفيما ذكرنا غنية لمن عقل . ودعنا نعرج على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لنرى كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسخ العقيدة عند صحبه رضوان الله عليهم.

1-  فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا صفر ولا هامة " .فقال أعرابي : يا رسول الله ، فما بال الأبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فمن أعدى الأول " .

قال الحافظ ابن حجر قوله : ( فيجربها ) وهو بناء على ما كانوا يعتقدون من العدوى ، أي يكون سبباً لوقوع الجرب بها ، وهذا من أوهام الجهال ، كانوا يعتقدون أن المريض إذا دخل في الأصحاب أمرضهم فنفى الشارع ذلك وأبطله ، فلما أورد الإعرابي الشبهة رد عليه صلى الله عليه وسلم بقوله : فمن أعدى الأول ؟

       وقال بعد قوله : ( فمن أعدى الأولى ؟ ) وهو جواب في غاية البلاغة والرشاقة . وحاصله من اين جاء الجرب للذي أعد بزعمهم ؟ فإن أجيب من بعير آخر لزم التسلسل أو سبب آخر فليفضح به ، فإن أجيب بأن الذي فعله في الأول هو الذي فعله في الثاني ثبت المدعى ، وهو أن الذي فعل بالجمع ذلك هو الخالق القادر على كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى .

الخلاصة  :

1)  إن غرس العقيدة عن طريق عرض العلوم الأخرى غير علوم الشرعية ، وسيلة نافعة جداً في ربط المسلم بدينه في كل مجالات الحياة .

2)     إن هذه الطريقة ، تؤدي إلى تقوية الإيمان لدى الطلاب عموماً ، فتنشىء لنا جيلاً قوياً في معتقده ، وثيق الصلة بربه .

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق