عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 02:12:03
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 5919
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

     لا شك أن عرض المادة وتقديمها عن طريق الإلقاء ، وسيلة جيدة في التحصيل والتعليم ، ولكن هذه الوسيلة تبلغ ذروتها إذا انضاف إليها وسيلة أخرى ، وهي الأسلوب العلمي ، فإذا اشترك الأسلوب النظري مع الأسلوب العملي في آن واحد أثناء التعليم ، كان ذلك عاملاً قوياً في ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب ، ومثبت لها من النسيان والأسلوب العملي قد يكون من جهة المعلم ، وقد يكون من جهة المتعلم ، أي أن الفعل قد يكن من المعلم ، وقد يكون من المتعلم :

 

وإليك بسطاً لكل منهما :

 

أ‌)        الأسلوب العملي من قبل المعلم :

 

1-   حديث سهل بن سعد [ وفيه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ] قال ...

 

( ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر وهو عليها ، ثم ركع وهو عليها ، ثم نزل القهقري ، فسجد في أصل المنبر ، ثم عاد ، فلما فرغ أقبل على الناس فقال : أيها الناس : إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي )

 

2-  عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأي نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه ، فقام فحكه بيده فقال : " إن ربه بينه وبين القبلة ـ فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدمه " ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ، ثم رد بعضه على بعض فقال : ( أول يفعل هكذا ) قال الحافظ عند قوله : ( ثم أخذ طرف ردائه .. الخ ) فيه البيان بالفعل ليكون أوقع في نفس السامح )

 

3-  ومثله الحديث الذي رواه البخاري ، وفيه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه توضاً ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) قال ابن حجر : وفي الحديث التعليم بالفعل لكونه أبلغ وأضبط للمتعلم ومثله قوله عليه الصلاة والسلام في الحج ( خذوا عني مناسككم ) والأمثلة كثيرة في هذا الباب ، وفيما سبق غنيه عن الإطالة ، فعلى المعلم أن يعتني بهذا الأسلوب فإنه ناجع ومفيد . وزيادة على ما مضى فإن هذا الأسلوب يختصر المسافة على المعلم في ضرب الأمثلة ، ويوفر الوقت والجهد ، فبدلاً من أن يحفظهم صفه الوضوء ت مثلاً ـ ويستهلك وقتاً طويلاً في تعليمهم ، يكفيه أن يحضر الماء ويطبقه علمياً أمامهم ثم يجعلهم يفعلون ذلك عملياً بتطبيق ما شاهدوه ويطبقه عملياً أمامهم ثم يجعلهم يفعلون ذلك عملياً بتطبيق ما شاهدوه من معلمهم على أنفسهم . وكذلك الأمر في تعليم الصلاة ونحوها .

 

وعلى المعلم أن يتذكر أن استخدام الأسلوب العملي في التعليم لا يتأتى لكل مادة علمية ، ولكن عليه أن يبذل جهده في استخدام هذا الأسلوب أثناء أداءه لمهمة التعليمية ، فإنه مجرب ومفيد في خفظ المعلومات واستخدامها في الذهن .

 

ب ) الأسلوب العملي من قبل المتعلم :

 

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام  قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع الرجل فصلى كما كان صلى .

 

ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعليك السلام ) ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ) حتى فعل ذلك ثلاث مرات . فقال الرجل : والذي بعثك بالحق ! ما أحسن غير هذا . علمني . قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فكبر . ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن . ثم اركع حتى تطمئن اركعاً ، ثم أرفع حتى تعدل قائماً .ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا . ثم ارفع حتى تطمئن جالساً . ثم أفعل ذلك في صلاتك كلها ) فهذا الحديث فيه تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذلك الذي أساء في  صلاته ولم يحسن فيها ، بأسلوب عملي يجمل المتعلم يكتشف الخطأ الذي وقع فيه بنفسه ، وذلك يتبين من رد النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك المصلي ثلاث مرات ، لعله يكتشف سبب أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بإعادة الصلاة . يقول القاضي عياض : فإن قيل لم سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليمه أولى حتى أفترق إلى المراجعة كره بعد أخرى ، فلنا لأن الرجل لما لم يستكشف الحال مغتراً بما سكت عن تعليمه زجراً له وإرشاداً إلى أنه  ينبغي له أن يستكشف ما استبهم عليه ، فلما طلب كشف الحال بينه بحسن المقال .. وقال ابن دقيق العيد : لاشك في زيادة قبول المتعلم لما يلقي إليه بعد تكرار فعله واستجماع نفسه وتوجه سؤاله مصلحة مانعة من وجوب المبادرة إلى لاسيما مع عدم الخوف وقال النووي : وإنما لم يعلمه أولاً ليكون أبلغ في تعريف غيره بصفة الصلاة المجزئة .

 

1-  عن أنس بن مالك ، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الفجر ، فقال :صلها معنا غداً ، فصلاها النبي صلى الله عليه وسلم بغلس ، فلما كان اليوم الثاني أخر حتى أسفر ، ثم قال : أين السائل عن وقت الصلاة ؟ فقال الرجل : أنا يانبي الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس قد حضرتها معنا أمس واليوم ؟ قال : بلى . قال . فما بينهما وقت " قال ابن عبد البر وقد يكون البيان بالفعل أثبت أحياناً فيما فيه عمل من القول ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ليس الخبر كالمعاينة " .

 

الخلاصة  :

 

1)     الجمع بين الأسلوب النظري والأسلوب العملي في التعليم ، من الوسائل النافعة في التربية والتعليم .

 

2)     هذه الطريقة تختصر الطريق على المعلم ، وتوفر الوقت والجهد .

 

3)     إشراف الطلاب في التطبيق العملي ، لكي تتم الفائدة .

 

4)     على المعلم كراسة الواجبات إلى الطالب بدون تصحيح لكي يعيد النظر فيها وكتشف الخطأ بنفسه .

 

5)     ممارسة الشيء وتطبيقه ، عامل قوي في حفظ المعلومة وصيانتها عن النسيان.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق