عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم رحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ للأسرى
تاريخ الاضافة 2007-11-29 13:10:30
المشاهدات 2546
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 


أولاً : عفوه عن ثمانين أسيرًا في الحديبية

 

 هبط عليه ~ صلى الله عليه و سلم ~   فى صلح الحديبية (في ذي القعدة 6 هـ/ مارس628 م) ، ثمانون متسلحون، من جبل التنعيم [1]، يريدون قتله، فأسرهم، ثم منَّ عليهم [2] .

 

ثانيًا : عفوه عن ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة

 

أُسر ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة، وسيد اليمامة، فربطه الصحابة بسارية بالمسجد النبوي [3] . وإنما رُبط بسجد بناه أكرم الخلق، مطلق العاني الأسير، خير من أكرم العزيز إذا ذل، والغريب إذا ضل . 

فَقَالَ النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ - لأصحابه -: "أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ " ..

 فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ:  أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ [4] .

فلقد هزته الأخلاق المحمدية هزًا عنيفًا، فطفق يهتف بأخلاق محمد، ويقول :

"مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ!! وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ،  فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ !! وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ،  فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ !! " [5] ..

بل ويترجم ثمامة هذا الحب عمليًا ..فيبغض في الله ويقاطع في الله،  فلما فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ : صَبَوْتَ ؟؟!

قَالَ: " لَا وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " [6] ! .

 

ثالثًا: لا تجمعوا عليهم حر هذا اليوم وحر السلاح

 

 رأى الرسول  أسارى بني قريظة موقوفين في قيظ النهار تحت الشمس فأمر من يقومون بحراستهم قائلاً: "لا تجمعوا عليهم حر هذا اليوم وحر السلاح.. قيلوهم حتى يبردوا"، وقد سئل الإمام مالك - يرحمه الله: "أيعذب الأسير إن رجي أن يدل على عورة العدو؟" فأجاب قائلاً: "ما سمعت بذلك" [7] وبذلك يحرم الإسلام تعذيب الأسرى، ويرفض إهانتهم، ويقرر عدم إهمالهم..  كما لا يجوز تعذيب الأسير، ولا إهانته للحصول على معلومات عسكرية منه..

 

رابعًا : كسوة ونفقة لإسيرة

 

وأعطى رسول الله  كسوة ونفقة لابنة حاتم الطائي عندما وقعت أسيرة في أيدي المسلمين، بل حملها حتى خرجت مع بعض أناس من قومها [8] .

 

خامسًا : عفوه عن مشركين قاتلوا يوم الفتح 

 

وأطلق يوم فتح مكة (رمضان 8هـ/ يناير 630 م ) جماعة من قريش فكان يقال لهم : الطلقاء[9] .

فهذه نماذج، تبين لك مدى رحمة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ للأسرى، وهذه المواقف وغيرها تكشف الستار عن شخصية بلغت من السمو والرفعة مبلغًا بعيدًا، شخصية تحرك الأفئدة نحوها بفيض عارم من الرحمة والعفو والجاذبية . 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] جبل التنعيم : موضع بمكة في الحل، وهو الآن مدينة صناعية بالمملكة العربية السعودية. انظر:معجم البلدان 2\49، ومعجم معالم الحجاز 2\44

 [2]انظر:  ابن القيم : زاد المعاد  (3 \ 99)

 [3]انظر:   ابن القيم : زاد المعاد  (3 \ 99)

[4] صحيح – رواه البخاري (442) عن أبي هريرة

[5] صحيح – رواه البخاري (4024)، ومسلم (  3310 ) عن أبي هريرة

[6] صحيح – رواه البخاري (4024)، ومسلم (  3310 ) عن أبي هريرة

[7] انظر: وهبة الزحيلي : آثار الحرب، ص: (414).

[8] ممدوح إبراهيم الطنطاوي : أخلاقيات الحرب في الإسلام، مجلة الجندي المسلم : العسكرية الإسلامية  العدد 112

[9] انظر:  صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ"، برقم 1808،. وابن القيم : زاد المعاد  ( 5 \ 59 ) .




                      المقال السابق




Bookmark and Share


أضف تعليق