لقد أطلق المسلمون من في أيديهم من أسرى بني المصطلق – بعد معركة مع بني المصطلق أعداء الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وذلك أن جُوَيْرِيَة بنت الحارث سيد بني المصطلق وقعت في سهم ثابت ابن قيس، فكاتبها، فـأدي عنها رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ وتزوجهـا، فأعـتق المسلـمون بسبـب هـذا التزويـج مـائـة أهـل بيـت مـن بنـي المصطلق قـد أسلمـوا، وقـالـوا: أصهـار رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ [1] . حيث كره المسلمون أن يأسروا أصهار رسول الله ! قالت عائشة : فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها [2] .
واستكثر الصحابة على أنفسهم أن يتملكوا أصهار نبيهم وقائدهم ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وحيال هذا العتق الجماعي، وإزاء هذه الأريحية الفذة، دخلت القبيلة كلها في دين الله. إن مرد هذا الحدث التاريخي وسببه البعيد، هو حب الصحابة للنبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وتكريمهم إياه، وإكبارهم شخصه العظيم [3] ، وتأسيهم بأخلاق قائدهم في معاملة الأسرى، والتي عهدوها من معلمهم في حروب سابقة .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] ابن كثير: البداية والنهاية، 4\ 159
[2] ابن كثير: البداية والنهاية، 4\ 159
[3] انظر: علي محمد الصلابي : السيرة النبوية، 2\184
المقال السابق
المقال التالى