عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 
فصل في هديه في أذكار السفر وآدابه


صح عنه أنه قال إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه وإن كنت تعلمه شرا لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به قال ويسمي حاجته قال رواه البخاري فعوض رسول الله أمته بهذا الدعاء عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام الذي نظيره هذه القرعة التي كان يفعلها إخوان المشركين يطلبون بها علم ما قسم لهم في الغيب ولهذا سمي ذلك استقسام وهو استعغال من القسم والسين فيه للطلب وعوضهم بهذا الدعاء الذي هو توحيد وافتقار وعبودية وتوكل وسؤال لمن بيده الخير كله الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يصرف السيئات إلا هو الذي إذا فتح لعبده رحمة لم يستطع أحد حبسها عنه وإذا أمسكها لم يستطع أحد إرسالها إليه من التطير والتنجيم واختيار الطالع ونحوه فهذا الدعاء هو الطالع الميمون السعيد طالع أهل السعادة والتوفيق الذين سبقت لهم من الله الحسنى لا طالع أهل الشرك والشقاء والخذلان الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون فتضمن هذا الدعاء الإقرار بوجوده سبحانه والإقرار بصفات كماله من كمال العلم والقدرة والإرادة والإقرار بربوبيته وتفويض الأمر إليه والاستعانة به والتوكل عليه والخروج من عهدة نفسه والتبري من الحول والقوة إلا به واعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصلحة نفسه وقدرته عليها وإرادته لها وأن ذلك كله بيد وليه وفاطره وإلهه الحق

 

 

 وفي مسند الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي أنه قال من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى الله ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما قضى الله فتأمل كيف وقع المقدور مكتنفا بأمرين التوكل الذي هو مضمون الاستخارة قبله والرضي بما يقضي الله له بعده وهما عنوان السعادة وعنوان الشقاء أن يكتنفه ترك التوكل والاستخارة قبله والسخط بعده والتوكل قبل القضاء فإذا أبرم القضاء وتم انتقلت العبودية إلى الرضى بعده كما في المسند وزاد النسائي في الدعاء المشهور وأسألك الرضى بعد القضاء وهذا أبلغ من الرضى بالقضاء فإنه قد يكون عزما فإذا وقع القضاء تنحل العزيمة فإذا حصل الرضى بعد القضاء كان حالا أو مقاما والمقصود أن الاستخارة توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده وهي من لوازم الرضى به ربا الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته وذكر البيهقي وغيره عن أنس رضي الله عنه قال لم يرد النبي سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه اللهم بك انتشرت وإليك توجهت وبك اعتصمت وعليك توكلت اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له وما أنت أعلم به مني عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك اللهم زودني التقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير أينما توجهت ثم يخرج

 


فصل


وكان إذا ركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم يقول اللهم إني أسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وذكر أحمد عنه أنه كان يقول أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة في المنقلب اللهم اقبض لنا الأرض وهون علينا السفر وإذا أراد الرجوع قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وإذا دخل أهله قال توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا وفي صحيح مسلم أنه كان إذا سافر يقول اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ومن الحور بعد الكور ومن دعوة المظلوم ومن سوء المنظر في الأهل والمال

 

 


 فصل


وكان إذا وضع رجله في الركاب لركوب دابته قال بسم الله فإذا استوى على ظهرها قال الحمد لله ثلاثا الله أكبر ثلاثا ثم يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم يقول الحمد لله ثلاثا الله أكبر ثلاثا ثم يقول سبحان الله ثلاثا ثم يقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحدهم أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك وجاء إليه رجل وقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني فقال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر لك ذنبك


قال زدني قال ويسر لك الخير حيثما كنت وقال له رجل إني أريد سفرا فقال أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف فلما ولى قال اللهم ازو له الأرض وهون عليه السفر وكان النبي وأصحابه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا فوضعت الصلاة على ذلك وقال أنس كان النبي إذا علا شرفا من الأرض أو نشزا قال اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حمد وكان سيره في حجه العنق فإذا وجد فجوة رفع السير فوق ذلك وكان يقول لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس وكان يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل فقال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار أحد وحده بليل بل كان يكره السفر للواحد بلا رفقة وأخبر أن الواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة ركب وكان يقول إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ولفظ مسلم من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك وذكر أحمد عنه أنه كان إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما دب عليك أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب ومن شر ساكن البلد ومن شر والد وما ولد  وكان يقول إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فبادروا نقيها وفي لفظ فأسرعوا عليها السير وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل وكان إذا رأى قرية يريد دخولها قال حين يراها اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الريح وما ذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها

 

 

وكان إذا بدا له الفجر في السفر قال سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار وكان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو وكان ينهى المرأة أن تسافر بغير محرم ولو مسافة بريد وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته من سفره أن يعجل الأوبة إلى أهله وكان إذا قفل من سفره يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده وكان ينهى أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا طالت غيبته عنهم وفي الصحيحين كان لا يطرق أهله ليلا يدخل عليهن غدوة أو عشية وكان إذا قدم من سفره يلقى بالولدان من أهل بيته قال عبد الله بن جعفر وإنه قدم مرة من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه ثم جيء بأحد ابني فاطمة إما حسن وإما حسين فأردفه خلفه قال فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة وكان يعتتق القادم من سفره ويقبله إذا كان من أهله قال الزهري عن عروة عن عائشة قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله قالت عائشة لما قدم جعفر وأصحابه تلقاه النبي فقبل ما بين عينيه واعتنقه قال الشعبي وكان أصحاب رسول الله إذا قدموا من سفر تعانقوا وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق