عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 
فصل وأما هديه في الأضاحي


فإنه لم يكن يدع الاضحية وكان يضحي بكبشين وكان ينحرهما بعد صلاة العيد وأخبر أن من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء وإنما هو لحم قدمه لأهله هذا الذي دلت عليه سنته وهديه لا الاعتبار بوقت الصلاة والخطبة بل بنفس فعلها وهذا هو الذي ندين الله به وامرهم ان يذبحوا الجذع من الضأن والثني مما سواه وهي المسنة

 


وروى عنه انه قال كل ايام التشريق ذبح لكن الحديث منقطع لا يثبت وصله نهيه عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث فلا يدل على ان ايام الذبح ثلاثة فقط لأن الحديث دليل على نهي الذابخ ان يدخر شيئا فوق ثلاثة أيام من يوم ذبحه فلو اخر الذبح إلى اليوم الثالث لجاز له الإدخار وقت النهي ما بينه وبين ثلاثة أيام والذين حددوه بالثلاث فهموا من نهيه عن الادخار فوق ثلاث ان اولها من يوم النحر قالوا وغير جائز أن يكون الذبح مشروعا في وقت يحرم فيه الأكل قالوا ان ثم نسخ تحريم الاكل فبقي وقت الذبح بحاله فيقال لهم ْإن النبي لم ينه إلا عن الادخار فوق ثلاث لم ينه عن التضحية بعد ثلاث فأين احدهما من الآخر ولا تلازم بين ما نهى عنه وبين اختصاص الذبح بثلاث لوجهين أنه يسوغ الذبح في اليوم الثاني والثالث فيجوز له الادخار إلى تمام الثلاث من يوم الذبح ولا يتم لكم الاستدلال حتى يثبت النهي عن الذبح بعد يوم النحر ولا سبيل لكم ْإلى هذا

 

 

الثاني أنه لو ذبح في آخر جزء من يوم النحر لساغ له حينئذ الادخار ثلاثة ايام بعده بمقتضى الحديث وقد قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه أيام النحر يوم الاضحى وثلاثة ايام بعده وهو مذهب إمام أهل البصرة الحسن وإمام أهل مكة عطاء بن أبي رباح وإمام أهل الشام الاوزاعي وإمام فقهاء أهل الحديث الشافعي رحمه الله واختاره ابن المنذر ولأن الثلاثة تختص بكونها أيام منى وايام الرمي وأيام التشريق ويحرم صيامها فهي إخوة في هذه الأحكام فكيف تفترق في جواز الذبح بغير نص ولا إجماع وروي من وجهين مختلفين يشد أحدهما الآخر عن النبي أنه قال كل منى منحر وكل ايام التشريق ذبح وروي من حديث جبير بن مطعم وفيه انقطاع ومن حديث اسامة بن زيد عن عطاء عن جابر يعقوب بن سفيان اسامة بن زيد عند اهل المدينة ثقة مأمون وفي هذه المسألة اربعة اقوال هذا احدها ان وقت الذبح يوم النحر ويومان بعده وهذا مذهب أحمد ومالك وابي حنيفة رحمهم الله قال احمد هو قول غير واحد من اصحاب محمد وذكره الأثرم عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم الثالث ان وقت النحر يوم واحد وهو قول ابن سيرين لأنه اختص بهذه التسمية فدل علىاختصاص حكمها به ولو جاز في الثلاثة لقيل لها ايام النحر كما قيل لها ايام الرمي وايام منى وايام التشريق ولأن العيد يضاف إلى النحر وهو يوم واحد كما يقال عيد الفطر الرابع قول سعيد بن جبير وجابر بن زيد انه يوم واحد في الامصار وثلاثة أيام في منى لأنها هناك أيام اعمال المناسك من الرمي والطواف والحلق فكانت اياما للذبح بخلاف أهل الامصار

 

 


فصل


ومن هديه أن من اراد التضحية ودخل يوم العشر فلا يأخذ من شعره وبشره شيئا ثبت النهي عن ذلك في صحيح مسلم وأما الدارقطني فقال الصحيح عندي أنه موفوق على أمت سلمة من هديه اختيار الأضحية واستحسانها وسلامتها من العيوب ونهى ان يضحى بعضباء الاذن والقرن اي مقطوعة الاذن ومكسورة القرن النصف فما زاد ذكره ابو داود وأمر أن تستشرف العين والأذن اي ينظر إلى سلامتها وأن لا يضحى بعوراء ولا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء والمقابلة هي التي قطع مقدم أذنها والمدابرة التي قطع مؤخر أذنها والشرقاء التي شقت أذنها والخرقاء التي خرقت أذنها ذكره ابو داود وذكر عنه ايضا اربع لا تجزيء في الاضاحي العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين عرجها والكسيرة التي لا تنقي والعجفاء التي لا تنقى اي من هزالها لا مخ فيها


وذكر أيضا أن رسول الله نهى عن المصفرة والمستأصلة والبخقاء والمشيعة والكسراء فالمصفرة التي تستأصل أذنها حتى يبدو صماخها والمستأصلة التي استؤصل قرنها من اصله والبخقاء التي بخقت عينها والمشيعة التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا والكسراء الكسيرة والله اعلم

 

 


فصل


وكان من هديه أن يضحى بالمصلى ذكره أبو داود عن جابر انه شهد معه الاضحى بالمصلي فلما قضى خطبته نزل من منبره واتي بكبش فذبحه بيده وقال بسم الله والله اكبر هذا عني وعمن لم يضح من امتي وفي الصحيحين ان النبي كان يذبح وينحر بالمصلى وذكر أبو داود عنه انه ذبح يوم النحر كبشين اقرنين املحين موجوءين فلما وجههما قال وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما انا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين اللهم منك ولك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر ثم ذبح الناس إذا ذبحوا أن يحسنوا الذبح وإذا قتلوا ان يحسنوا القتلة وقال إن الله كتب الإحسان على كل شيء وكان من هديه أن الشاة تجزيء عن الرجل وعن اهل بيته ولو كثر عددهم كما قال عطاء بن يسار سألت ابا ايوب الانصاري كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله فقال إن كانت الرجل يضحى بالشاة عنه وعن اهل بيته فيأكلون ويطعمون قال الترمذي حديث حسن صحيح


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق