عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم أعمال القلوب
الكاتب أ. صالح بن أحمد الشامي
تاريخ الاضافة 2017-08-08 22:16:19
المشاهدات 459
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   


كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل الناس بوجه طلق، وصدر رحب، حتى ليخيل إلى كل صحابيٍّ أنه أقرب الناس إليه، وأنه أحب الناس إليه، فقد وسع ببشْره الناس جميعًا.

ويسجل لنا جرير بن عبدالله رضي الله عنه، هذا الجانب من أدبه صلى الله عليه وسلم فيقول: "ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي"[1].

وجرير هنا يتحدث عن ملاحظته الشخصية فيما يتعلق به.

ولكن عبدالله بن الحارث بن جزء، يسجل ذلك كظاهرة عامة في مسلكه صلى الله عليه وسلم فيقول: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"[2].


وهو ما عرفه الصحابة جميعًا منه صلى الله عليه وسلم خلال لقاءاتهم به. فكان ذلك توجيهًا لهم، ولمن بعدهم، في دعوتهم للتأسي به.

ولم يكتف بحضهم على ذلك بفعله، بل كثيرًا ما وجههم إلى ذلك بقوله.

فهذا أبو ذر رضي الله عنه يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"[3].


وهكذا لم تعد طلاقة الوجه مجرد أدب اجتماعي، بل أضحت ضمن أعمال الخير التي ينال المسلم جزاءها ثوابًا مدخرًا عند الله تعالى.

وقد تأكد هذا بما رواه جابر بن عبدالله حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق"[4].

وبما رواه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة"[5].

وعندما يعتاد المسلم هذا المسلك الكريم، وتصبح طلاقة وجهه سمة دائمة، فإن ذلك ينعكس على نفسه، فيشعر بالسعادة والراحة النفسية، فيكون أكثر المستفيدين من هذا السلوك الخير، وتلك نتيجة مؤكدة لما جعل الله من ارتباط وشيج بين الصورة الظاهرة للجسم والصورة الباطنة له.



[1] متفق عليه (خ 3035، م 2475).

[2] أخرجه أحمد (4/ 191) والترمذي برقم (3721).

[3] أخرجه مسلم برقم (2626).

[4] أخرجه الترمذي برقم (1970).

[5] أخرجه الترمذي برقم (1956).

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق