ومع مرّ الأيام وكرّ الليالي سيبقى أعظم حدث في تاريخ البشرية أن الله تعالى أوحى إلى محمد، وأمره ببلاغ أمره إلى سائر البشرية على جميع العصور إلى يوم القيامة..
وضمّن وحيه اليه العلم والحق والعدل والرحمة..
وعلّق تعالى مصير كل إنسان بعد ذلك به، وعلّق تعالى مصير كل آدمي بعد موته بموقفه مما أبلغ إلى محمد..
إنه أعظم حدث في تاريخ هذه البشرية، سواء التفتت إليه أم لا..
وجعل تعالى عدم الالتفات إليه جريمة إعراض {كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا . مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا } [طه 99-100] ، ونسيانه جريمة {أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ} [طه125] ، والتغافل عنه جريمة { يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا} [الأنبياء 97] ، وأما عداؤها فمحادة لله وعداء له {يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَه} [المجادلة 20] ، والمكر بها يقابله مكر الله {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ } [الأنفال 30] .. وجعله تعالى أساسا في معادلة تاريخ البشرية من بعد محمد إلى انهيار النظام الكوني بقيام الساعة.
اعلم هذا وتذكره جيداً عندما تقرأ هذه الآيات {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ . أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ . مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ . إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [ص 67-70] .
المقال السابق
المقال التالى