حرص عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه على أن يكون إطعام المسلمين وإشباع احتياجاتهم من المال الحال الحلال، وذلك لعلمه اليقيني بالحجاب الذي يصنعه المال الحرام بين العبد وربه، وعلى هذا الأساس العقدي ينبغي أن تكون كافة الأموال السائرة في دائرة العمل الخيري الإسلامي فالله طيب لا يقبل إلا طيبا فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [ المؤمنون : 51 ]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة : 172] ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له ؟ » (رواه مسلم).
ويظهر هذا الأساس عند عمر بن عبد العزيز في مواقف عديدة فعن نصر بن عدي قال: كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يستعفيه من الخراج، فكتب إليه عمر رضي الله عنه:
" يا ابن مهران إني لم أكلفك بغياً في حكمك ولا في جبايتك، فاجب ما جبيت من الحلال ولا تجمع للمسلمين إلا الحلال الطيب"