أصلِح سَريرَتك، فالمُعوَّل على ما بطَن، لا ما ظهَر!
قال ابن الجوزي رحمه الله:
"واللهِ! لقد رأيتُ مَن يُكثر الصلاةَ، والصومَ، والصَّمت، ويتخشَّع في نفسِه ولباسِه؛ والقلوبُ تَنبُو عنه -تَنْفِر-، وقدْره في النفوس ليس بذاك! ورأيتُ مَن يلبَس فاخرَ الثياب، وليس له كبيرُ نَفْلٍ، ولا تَخشُّع؛ والقلوبُ تتهافَت على محبته! فتدبرتُ السبب، فوجدتُه السَّريرة! فمَن أصلَح سَريرَته، فاحَ عبيرُ فضلِه، وعَبقت القلوبُ بنشْرِ طيبه! فاللهَ اللهَ في السرائر، فإنَّه ما ينفعُ مع فسادِها صلاحُ ظاهر".
(انظر: صيد الخاطر).
قلتُ: "فأصلِح سرائرَك، ونَقّ خواطرَك! وهذّب ما علَق بقلبِك، فإنه موطن النظر من ربِّك! فاللهمَّ أصلِح ما فسَد، وطهِّر ما خَبُث، واغفِر ما كان، يا ذا الجلال والإكرام"!
المقال السابق
المقال التالى