يا أغبى خلق الله: هل تطيق عقابه يوم ينزل عليك وقد كنت تستعجله أو تتحدى وقوعه؟؟؟؟
ما مثلك إلا كفرعون حين أقر وآمن لما أدركه الغرق، أتملك منع عذابه لو أتاك نائماً أو قائما أوعلى جنب ؟؟؟!!!!
إن لم يسارع كل منا بالتوبة والعودة قبل فوات الأوان فهو وشأنه مع الله ...و الله المستعان .
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ * أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ * ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} [يونس: 50 - 52]
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا} وقت نومكم بالليل {أَوْ نَهَارًا} في وقت غفلتكم {مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ} أي: أي بشارة استعجلوا بها؟ وأي عقاب ابتدروه؟.
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ} فإنه لا ينفع الإيمان حين حلول عذاب الله، ويقال لهم توبيخًا وعتابًا في تلك الحال التي زعموا أنهم يؤمنون، {آلْآنَ} تؤمنون في حال الشدة والمشقة؟ {وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} فإن سُنة الله في عباده أنه يعتبهم إذا استعتبوه قبل وقوع العذاب، فإذا وقع العذاب لا ينفع نفسًا إيمانها، كما قال تعالى عن فرعون، لما أدركه الغرق {قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس جزء من الآية: 90] وأنه يقال له: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91] .
وقال تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ} [غافر جزء من الآية: 85] وقال هنا: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ} تدعون الإيمان {وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} فهذا ما عملت أيديكم، وهذا ما استعجلتم به.
{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} حين يوفون أعمالهم يوم القيامة: {ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} أي: العذاب الذي تخلدون فيه، ولا يفتر عنكم ساعة. {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} من الكفر والتكذيب والمعاصي.
المقال السابق
المقال التالى