ومن دلائل عدم الصدق في النصيحة أن تتمنى وقوع مُخالفك في الغلط، وتجتهد في التفتيش عن أخطائه، وتفرح بذلك أشَد الفرح، وتتفنن في تعييره وتوبيخه، وتعيدُ وتزيد في تذكيره بزلته، مستخدمًا أخشن الألفاظ وأقساها
وإنما دأبُ المسلم حبُ الخير لإخوانه أجمعين، وتمني سلامتهم من الزلل والضلال، مع الحرص على الستر والرفق ما أمكن ذلك، ومن خصائص أهل السنة والجماعة أنهم أحرص الناس على الحق، وأرحمهم بالخلق.
ورحمة الله على الإمام المُبَجل: أحمد بن حنبل الذي مر بمحنةٍ عظيمة، وبلاءٍ شديد، فثبت ثبات الجبال، صادعًا بالحق، مستمسكًا بالسُنة، ورغم شدة ما أوذيَ وخُذل فقد كَانَ دُعَاؤُهُ فِي السُّجُودِ: "اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ لِيَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ "
البداية والنهاية 14 / 390 .
المقال السابق
المقال التالى