وإجعَل للّه نَصيبًا منك حتى وأنت تَعصاهُ!
أَلَم تَرَ إلى الذي حَاقَت بِه ظُلمةُ المَعصِيّة، وأَبَت عليهِ نَفسُه إلا أن يَطِأَ مَوطِنَ الزَّلَل، فَلَمَّا ذَكَرَ اللهَ قامَ عنه و ليسَ في الكَونِ أَحَبُّ إليهِ من غَمسَةٍ في نَهرِه الآسِن، فَطَيَّبَ صِدقُهُُ ما أصابَ من الدَّرَنِ بَدَنه، حَتّى أنه أقسَمَ على اللّهِ لَيُفَرِّجَنَّ عنه وعن صَحبِهِ صخرة الابتلاء، فَأَبَرَّه!
فَتَأَمَّل..
كيف أنَّ الحَربَ الدائرة بين المَطرودِ من الرَّحمة وابن الطّينِ تَظَلُّ رُحاها دائرة حتى الرمق الأَخير، ولعل ذلك الرمق الأَخير فيه نجاتك ان استحيى قلبك وارتدع وتراجع، وإن طالَ بعضَ القَذَر ثوبَك، و إن أصاب بعض الوَهَنِ ثوبَ مُعافاتك.
إنِ اغتَرَفتَ من النَّهرِ المُحَرَّمِ غرفةً بِيَدِك، فَاذكُرّ رَبَّكَ وإن عَصيتَه، ولا تَقنَط فَيَكِلَك لِنَفسَك فتهوي بِك، وعُضَّ على أصلِ إيمانك بالنَّواجِذِ رغم الغَبَش، وأَيقَظ ما غرق منك في السُّبات وذَكِّر نفخة الله في روحِكَ بأَيّامِه.
ولا تَبَخل على الراقدة بين جنبيكَ بلحظةِ يَقَظة، بانتفاضةٍ ربما كانت سبباً في نجاتك وخلود روحك في النعيم.
ربما..!
المقال السابق
المقال التالى