جَـرِّبُوا ألا تكونوا زَبَـدًا !!
كلّ أملٍ تُؤمِّله .. في مُعجزةٍ تَحصُل، أو خارقةٍ تَصدُر، أو كرامةٍ تَجبُر ..
من غير جُهدك وسَعيِك، وجِهادِك وبَذلِك، وقُوّتك وحَولِك ؛
فسَرابٌ بقِيعَةٍ يَحسبُه الظمآنُ ماءً .. حتَّى إذا جاءَه؛ لم يَجِده شيئًا !
وأوْهَى من هذا وأطَمّ :
مَن يطمَعُ في لُقمَةٍ بيد عدوّه، يُسديها إليه ..
أو يتَشوَّف إلى رحمةٍ منه، يَحنُو بها عليه ..
أو يَنتظر قارعَةً تَحلّ بدارِه ومُلكِه؛ ليَؤول إليه ..
كلُّ هذا وهو عاطلٌ قاعد، وعن مواطن النِّزال مُتباعِد !
فليس هذا منه إلا تواكل لا تَوكّل..والله لا ينصر ولا يُحبّ إلا المتوكِّلين!
فعَليكم أنفسكم، وانظروا ماذا تملكون بأيديكم أنتم، وبما تعملون من عمل، وبما تُعدّون من قوةٍ وعُدّة، وبما تملكون به زمام أمركم، وجمْع كلمتكم وصفّكم !
ولا تَطمعوا خيرًا، ولا تُأمّلوا نصرًا؛ في عثرات عدوّكم، وما يُلقيه لكم ؛
دون تَقدّمكم أنتم، ومَلكِكم أمرَكم وحِراككم !
فالأطماع والآمال والظُّنون .. دون سَعيٍ حقيقيّ مَدروسٍ مَخطوط ؛
إن هي إلا أمانيّ .. سريعًا ما تذهب جُفاءً كالزَّبَد !
فجرِّبوا ألا تكونوا زبدًا !
المقال السابق
المقال التالى