عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

تحذيرُه صلى الله عليه وسلم من العلم الذي لا ينفع

وقبلَ الدخول في بيان أساليبه في التعليم ، أرى من المناسب أن أذكر كلمةً وجيزة في حَذَرِ هذا المعلِّم الكريم وتحذيره من العلم الذي لا ينفع ، حتى جَعَل ذلك دُعاءً له يدعو به في أكثر أحيانه صلى الله عليه وسلم .

 

6 ـ روى مسلم 1 عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهمَّ إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع 2 ، ومن قلبٍ لا يخشع ، ومن نفسٍ لا تشبع ، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)) .

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معلِّماً بحالِهِ ومَقالِه جميعاً ، فهذا الدعاء منه تعليمٌ للعالِمِ والمتعلِّم جميعاً أن لا يَتعلَّموا أو يُعلِّموا إلا ما فيه نفعٌ بميزان الشرع الحنيف الأغرّ .

 

--------------------------------------------------------------------------------

1ـ 17 : 41 في كتاب الذكر والدعاء (باب في الأدعية) .

2ـ هو العلمُ الذي يؤدّي إلى ضرر لصاحبه أو لغيره من الناس ، فهو مذموم من حيث ما يؤدي إليه ، إذ الوسيلةُ إلى الشرِّ شرٌ بلا ريب. فالعلمُ بالحِيَل والإفساد والطُّرقِ التي يتمكن بهاعالِمُها من إضاعة الحقوق : مذموم يُتعوَّذ بالله منه ، وكذلك العِلمُ الذي يتمكن به صاحبُه من سَرِقة أموال الناس والسطوِ عليها وطمسِ آثار الجريمة فيها : عِلْمٌ لا ينفع ، وهو شرٌّ لا ريب فيه .

فمِثلُ هذا العلم أو ذاك ، الجهلُ به أحسنُ على الإنسان مآلاً من العلم به ، ولا يُنكَرُ كونُ بعض العلم ضاراً لبعض الناس ، كما يَضرُّ لحمُ الطير وأنواعُ الحلوى اللطيفة بالصبي الرضيع ، بل رُبَّ شخص ينفعه الجهل ببعض الأمور . =

= وكم من إنسان خاضَ فُضولاً منه في علم لا حاجة له به ، فاستَضَرَّ به في دينه أو دنياه ، وأضاع فيه جزءاً كبيراً من عمره الذي هو أنفسُ ما يملكه ، وذلك غايةُ الخُسران . وما كان أغناه عن مثل هذا العلم الفضولي ، الذي لو لم يَخُض فيه لكان خيراً له ، فاللهمَّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وجنِّبنا ما يَضرُّنا في ديننا أو دُنيانا ، يا أرحم الراحمين .




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق