إلمامة سريعة بكمالاته صلى الله عليه وسلم في التعليم وخُلُقِهِ العظيم
هذا ، ونحن الذين نُحبُّ أن نتملّى من هذا المعلِّم الأوَّل والنبي الأُمّي الكريم ، من كل جانب من جوانب هَدْيه في الوسائل والغايات جميعاً ، لا تتسعُ لنا هذه الصفحات لأكثر من ان نَمُرَّ ببعض أساليبه صلى الله عليه وسلم في التثقيف والتعليم ، أما الأهداف الكبرى التي وجَّه إليها هذا المعلِّم الكبير ، فللحديث عنها مجالاتٌ أخرى ، نسأل الله تعالى التوفيق للنهوض بها .
هذا المعلِّم للخير صلى الله عليه وسلم ـ على أنه أُمّي لا يقرأ ولا يكتب ـ قد منحه الله تعالى العلمَ الذي لا يُدانيه أحدٌ من البشر ، وأتمَّ عليه النعمة بما آتاه من شخصيةٍ فَذّة جامعةٍ فريدة ، وامتنَّ عليه بقوله سبحانه : (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)1.
فنهض صلى الله عليه وسلم يَنشُرُ العلم في الناس ويُذيعه بينهم ، وكان بحقٍّ المعلِّم الأوَّل للخير في هذه الدنيا ، في جَمال بيانه ، وفَصاحة لسانه ، ونَصاعةِ منطقه ، وحلاوة أسلوبه ، ولُطفِ إشارته ، وإشراق روحه ، ورحابة صدره ، ورِقّة قلبه ، ووَفْرةِ حَنانه ، وحَكيم شِدَّتِه ، وعظيم انتباهه ، وسُموِّ ذكائه ، وبالِغ عنايته ، وكثيرِ رِفْقِه بالناس ، حتى قال صلى الله عليه وسلم : ((إنما بُعثتُ مُعلِّماً))2.
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ من سورة النساء ، الآية 113 .
2 ـ رواه ابن ماجه 1 : 83 . وتقدم بتمامه في ص 8 ـ 10 .
المقال السابق
المقال التالى