عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

•ملاعبة وملاطفة أولاده  صلى الله عليه وسلم .


  إن روح الدعابة سمة رئيسة في الخصائص الاجتماعية والنفسية لشخصية المربي القدير ، لأنها تخفف جدية الحياة ، كأنها تنشر في المناخ النفسي روحا محببة ، وليس في ذلك حرج يخدش كمال الشخصية ، بل إنها سمة منظمة نفيسة ، لأنها تشف عن روح التواضع وتماسك الشخصية )) [1].

وكثيرا ما كان النبي  صلى الله عليه وسلم يداعب صغاره ويلاطفهم ، رحمة بهم وعطفا و إسعادا لهم وتدليلا ، فاللعب كما يقرر علماء التربية حاجة أساسية من حاجات الطفولة ، وحرمانهم منه يسبب للأطفال أمراضا وسلوكيات سلبية قد لا تظهر في المراحل المبكرة من أعمارهم .

وفي يلي بعض مشاهد ملاعبة النبي  صلى الله عليه وسلم لأولاده :

 

المشهد الأول : ولده يرتحله وهو ساجد  صلى الله عليه وسلم .

كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ، ويتجنب ما يقطع عليهما فرحة اللعب ونشوته ، وحتى لو صادف لعبهم الاشتغال بالعبادة كالصلاة ونحوها .

  عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر ، وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين ، فتقدم رسول الله  صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه اليمنى ، فسجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم سجدة أطالها ، قال أبي : فرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول الله  صلى الله عليه وسلم ساجد ، وإذا الغلام راكب على ظهره ، فعدت فسجدت ، فلما انصرف رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفشيئ أمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ قال :   كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )) [2].

وفي الحديث شفته  صلى الله عليه وسلم على ولده وحرصه على أن يمتعه بما شرع فيه من اللعب ، ولم يعنفه أو يزجره ، بل بقي في سجوده ساكنا حتى يقضي حاجته من اللعب ، ولم يقل إنه يقطع علي خشوعي ويكدر علي صفو المناجاة ، حجة كثير من الآباء في هجر أولادهم وإغلاق الأبواب في وجوههم وهم في المكتبات للقراءة أو الكتابة ، أو أمام التلفزيون للتفرج ، أو حتى في حديث مع أصدقائهم وضيوفهم !!

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]أساليب الرسول في الدعوة والتربية ص 52

[2]المستدرك على الصحيحين ( 3 / 181 )




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق