عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

وفاة ابنه إبراهيم .

إن من أعظم ما شوهد من حزن رسول الله  صلى الله عليه وسلم وتألمه من الحوادث الأليمة تأثره البالغ بموت ابنه إبراهيم الذي كان يحبه حبا شديدا ، وسماه بأبيه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، وكان ولده الذكر الوحيد ، حيث مات قبله القاسم وعبد الله في مكة صغيرين كما تقدم في ترجمتهما .

 عن أنس بن مالك  رضي الله عنه قال : دخلنا مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين ، وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام ، فأخذ رسول الله  صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف  رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال :  صلى الله عليه و سلم  يا ابن عوف إنها رحمة )) ثم أتبعها بأخرى ، فقال  صلى الله عليه وسلم :  أن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) [1].

قال العقاد رحمه الله :  لقد كان حزنه لموته بمقدار فرحه بمولده ، وكان فرحه بمولده بمقدار أمله فيه واشتياقه إليه )) [2].

في هذه القصة الأليمة : حزن رسول الله  صلى الله عليه وسلم على موت ولده إبراهيم ، وبكائه عليه رحمة عليه وشفقة ، وأدب رسول الله مع ربه وتسليمه لقضائه وقدره ، فلم يقل هجرا ، ولم يلطم خدا ، ولم يمزق ثوبا ، ولم يفعل أو يقل شيئا مما لا يرضي الله تعالى ، كما يفعل كثير من الآباء المفجعين بموت أبناءهم و ذويهم من أمور الجاهلية .

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]صحيح البخاري ( 1 / 439 )

[2]عبقرية محمد ص 126




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق