خاتمة
لنعد مرة أخيرة إلى موضوع التخمينات الجيدة لغرض المثال الحالي، فإن عدد المرات الفردية التي سيخمن فيها الشخص الخيار الصحيح حول كافة المواضيع الثلاثة السابقة – جنس النحل، حركة الشمس ووجود المناطق الزمنية – هي واحد من أصل ثمانية! ويمكن الاستمرار والاستطراد في هذا المثال ووضع قائمة أطول وأطول من التخمينات والاحتمالات، وبالطبع، فإن عدد الاحتمالات سوف يصبح أكثر كلما زاد عدد المواضيع التي نخمن فيها. ولكن ما لا يمكن إنكاره هو ما يلي: أن محمد (صلى الله عليه وسلم) هو رجل أمي، وخمن أمور صحيحة حول آلاف المواضيع والأشياء ولم يخطأ في أي احتمال، وهذا يجعل من الجدير طرح أي نظرية تقول بأنه ألف أو كتب القرآن – حتى من جانب أعدى أعداء الإسلام! وبالفعل، لقد توقع القرآن الكريم هذا النوع من التحدي. وبلا شك، إذا قال شخص لآخر عند دخوله أرض أجنبية "أنا أعرف والدك، لقد التقيته سابقا"، "ستراود الشكوك الشخص الذي ينتمي لتلك الأرض حول كلمات الرجل الغريب وسوف يقول "لقد وصلت للتو إلى هنا، فكيف تعرف والدي؟ ما هي أوصاف والدي؟ وبالطبع، إذا استمر الزائر في الحديث والرد على كافة الأسئلة بشكل صحيح، فإن الشخص المرتاب لن يكون أمامه أي خيار سوى أن يقول "أظن أنك تعرف والدي حقاً".
أنا لا أعرف كيف عرفت والدي ولكن أظنك تعرفه". هذه الحالة تنطبق على القرآن الكريم، فقد صرح القرآن الكريم أنه كلام خالق كل شيء، ولذلك كل شخص له الحق بأن يقول "أقنعني بذلك؟ في حال كان مؤلف هذا الكتاب هو حقاً خالق الحياة وكل شيء في السموات والأرض، يجب أن يعرف إذاً كل شيء حول هذا وذاك. ومن المؤكد أنه بعد البحث في القرآن الكريم، سوف يكتشف كل شخص نفس الحقائق. فضلاً عن ذلك، كلنا يعرف شيئاً تمام المعرفة، وهو: لا يجب علينا جميعاً أن نكون خبراء حتى نتأكد مما يصرح به القرآن. إن إيمان الشخص يزداد كلما استمر في التفكر والتأكد من الحقائق الموجودة في القرآن الكريم ويفترض أن يقوم المرء بذلك طوال حياته.
نسأل الله تعالى أن يهدي الجميع إلى الحق المبين.
إضافة-1
اهتم مهندساً بجامعة تورنتو بعلم النفس ودأب على دراسته و البحث فيه حتى كتب بحثاً عن " فعالية المناقشات الجماعية" . و كان هدفه من هذا البحث هو اكتشاف و تحديد مدى ما يمكن تحقيقه فى مجموعات مكونة من فردين أو ثلاثة أو عشرة و هكذا. وأوضح الرسم البيانى المبنى على نتا ئج التجارب ارتفاعات و انخفاضات فى أماكن مختلفة و لكن اقصى ارتفاع كان عند نتائج المجموعات الثنائية. مما أثبت أن الناس تصل لأفضل النتائج فى المجموعات المكونة من فردين. بالطبع كان هذا الاكتشاف بعيداً عن كل توقعاته مع أنه نصيحة قديمة مقدمة فى القرآن فى سورة سبأ (الآية 46)
" قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ..."
اضافة-2
فى سورة الفجر الآية السابعة يذكر القرآن مدينة باسم إرم ذات الأعمدة وهى مدينة غير معروفة بالنسبة للتاريخ القديم أو بالنسبة للمؤرخين. قدمت مجلة ناشيونال جيوجرافيك الوثائقية فى إصدار شهر ديسمبر عام 1978 بيانات مهمة أنه فى عام 1973 تمت عمليات التنقيب في مدينة إلبا فى سوريا. وقد توصلوا أن عمر المدينة يبلغ 43 قرناً من الزمان وليس هذا ما يدعو للدهشة بعد. ولكن المدهش فعلاً هو عثور الباحثين فى مكتبة مدينة إلبا على تدوين لكل المدن التى تعاملت مع إلبا تجارياً وما إلى ذلك. وصدق أو لا تصدق وجد إسم مدينة إرم بين المدن التى تعاملت مع إلبا !! وفى النهاية أطلب منك ان تهتم بقراءة الآيات التالية 50:51 من سورة العنكبوت :
" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
المقال السابق