الرد على الفريتين :
( مداخلة قبل البدء فى الموضوع : فرية أن به جنة ، داحضة من تلقاء نفسها ولا يقول بها عاقل قرأ القرآن أو ترجمة له ، هذا البناء الضخم المترامى الأطراف والذى يبحث فى كل شئ ويقنن كل كبيرة وصغيرة تنفع البشرية ، وهو " أى القرآن الكريم " فى حد ذاته رد على هذه الفرية التى لا تستقيم ولا يقول بها إلا من لم يعمل عقله ... أما الفرية الثانية فسيأتى دحضها فيما بعد ) .
فى الواقع أن جزءا كبيرا من القرآن يأتى إجابة على أسئلة تثار . يسأل أحدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتى الوحى بالإجابة على السؤال . ولو كان من يدعى رسالة ما ، يظن أنه نبى ... لأن به جنون ... فإذا سأله أحد سؤالا ، فهو يظن أن الملك يضع الإجابة فى أذنه . ولأنه مجنون فهو لاشك يظن ذلك . ولن يقول للسائل انتظر قليلا ثم يذهب لأصدقائه متحريا عندهم الجواب على السؤال . فهذا التصرف لا يأتى إلا من الذى لا يعتقد أنه نبى . والذى لا يقبل به غير المسلم أن هاتين الصفتين لا تحدثان فى نفس الشخص ، فإما أن يكون هذا وإما أن يكون ذاك ، لا يمكن أن يكون الإثنين فى وقت واحد . إما مخدوع وإما كذاب . لأنهما شخصيتين مختلفتين تمام الإختلاف .
وهذا السيناريو التالى يعطيك فكرة عن الدائرة المغلقة التى يدور فيها غير المسلم باستمرار !!! إذا سألت أحد المكذبين " ماهو مصدر القرآن الكريم ؟؟؟ " فسيقول لك مصدره من ذهن رجل به جنة . تعود فتسأله !!! " إذا كان مصدره مِن ذهن مَن به جنة فمن أى المصادر آتى بما فيه من معلومات ؟؟؟ ... قطعا لقد وردت معلومات كثيرة بالقرآن الكريم لم يكن يعرفها العرب فى ذلك الوقت ولم تكن مألوفة لديهم ... وبناء على مجابهته بهذه الحقائق فيغير فورا موقفه ويقول " حسنا ربما لم يكن به جنة ولكن أحدا زوده بهذه المعلومات فكذب وقال للناس أنه نبى ." . عند هذه النقطة تعود أنت فتسأله ، إذا كان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كاذبا فمن أين جاء بكل هذه الثقة التى صاحبته ثلاثة وعشرين عاما ؟؟؟ كيف استطاع أن يكون تصرفه طوال هذه المدة على أنه رسول يوحى إليه ؟؟؟ " ... وبذلك تم لك أن تحشره فى زاوية ، فيضطر ليعود ويقول ربما لم يكن كاذبا وقد كان به جنة !!! ناسيا أنه أجهض هذه الفرية توا !!! وهكذا يبدأ فى الدورة العقيمة ثانيا .
كما ذكر سابقا فهناك معلومات كثيرة فى القرآن لايمكن نسبتها إلا إلى الله عز وجل ولا يمكن نسبتها لأحد غيره سبحانه وتعالى . مثلا من الذى قال للرسول عن ذو القرنين ؟؟؟ وعن السد الذى يبعد شمالا مئات الأميال عن الجزيرة العربية . من الذى قال له عن تطورات الجنين فى الرحم ؟؟؟ وحينما يجمع الناس هذه الحقائق الجلية ، فإن رفضوا نسبتها إلى الذات العلية ففورا ينسبوها إلى رسول الله وأنه استقاها من آخرين وخدع الناس وقال أنه نبى يوحى إليه . على كل حال فهذه النظرية يسهل دحضها ببساطة بهذا السؤال " إذا كان الرسول كاذبا فمن أين جاء بكل هذه الثقة ؟؟؟ لماذا كان يقول لأناس فى وجوههم ما لا يستطيع الآخرون ذكره لهم ؟؟؟ هذه الثقة فى القول وفى العمل لا تأتى إلا إذا كان فعلا هو نبي يوحى اليه من الله سبحانه و تعالى
( مداخلة : أتذكر وقد كنت أستمع إلى محاضرة يتكلم فيها المحاضر عن الإيمان بالله مستشهدا ببعض الآراء الفلسفية ، وبعد المحاضرة طلبت التعقيب عليها فقلت ، إن المتتبع لحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد أن يؤمن بالله ، فإيمانه وثقته التى لاتحد والنور الذى يشع من إيمانه هو ، بالله سبحانه وتعالى ، وأثر ذلك على كل تصرفاته لهى أكبر معين ننهل نحن منه ، فمن نوره نقتبس نور إيماننا ، فهو النور الذى لا ينضب ، وهو المثال العملى الذى يغنينا عن آراء الفلاسفة ، وذلك أدعى إلى الإيمان الثابت الذى لا يتزعزع " .
المقال السابق
المقال التالى