تعتبر الثقافة اليهودية التقليدية أن "النساء آثمات بالفطرة"[57]و أن "المرأة خطيرة، ليس فقط لأنها تفتقر إلى الفضيلة لكن السبب الأقوى هو أنها تثير عند الرجل رغبة أقوى من إرادته وحكمه"[58]، وتعتبر الثقافة اليهودية ثقافة ذكرية فيها المرأة ثانوية ومهمشة بشكل رسمي. الرجل يحيي الله كل يوم بتقديم الشكر 'لأنه لم يجعله امرأة' وكل يوم تمجد المرأة الرب 'الذي جعلها وفقا لإرادته'[59]. ويذكر هذا الدعاء في (menahoth 43b-44a) :" الرجل اليهودي مُجبر على تلاوة هذه الصلاة يوميا: الحمد لله الذي لم يجعلني وثنيا أو امرأة أو عبدا." وتقول رايتشل أدلر أنه بالفعل يتم توجيه هذه الصلاة لأجل "الجسم الأنثوي المكروه الذي يشكر الرجال الرب كل يوم على أنه ليس لهم"[60]. وقد حاولت الحركة اليهودية المحافظة الكبيرة أن تخفي الإشارات المحقرة للمرأة في مثل هذه الدعوات باللجوء إلى التغيير الدلالي: "فبدلا من أن يشكر الرجل الرب على عدم خلقه كامرأة، تسعى الصلاة الجديدة لتجنب المقارنة المثير للاستياء بشكر الرب على خلقه رجلا"[61].
_________________________________________________
[57] zborowski, mark. herzog, elizabeth. life is with people: the culture of the shtetl. schocken books, ny, 1952, 1967., p. 133
[58] zborowski, mark. herzog, elizabeth. life is with people: the culture of the shtetl. schocken books, ny, 1952, 1967. 134
[59] zborowski, mark. herzog, elizabeth. life is with people: the culture of the shtetl. schocken books, ny, 1952, 1967., p.135
[60] adler, bill. inside publishing. the bobbs-merrill company, inc., indianapolis/new york, 1982, p. 15
[61] danzger, m. herbert. returning to tradition: the contemporary revival of orthodox judaism. yaleuniversitypress, new havenand london, 1989., p. 291