كانت المرأة في المجتمعات القديمة، في معظم الدول الأوربية وآسيا والشرق الأوسط، تعتبر أقل مكانةً من الرجل. ساعد على شيوع هذا التفكير بعض نماذج التفكير الفاسدة التي تتضمن الخرافة والتنجيم وغيرها، وقد كان السبب الرئيسي في المعاملة السيئة للمرأة في العصور القديمة هو شيوع الخرافة التي ارتقت لتصبح في مكانة الدين وبالتالي تعمق تأثيرها على العلاقات الإنسانية. وفي هذا الشأن تقول موسوعة بريطانيكا: "انحطت قيمة المرأة في أثينا لمستوى العبيد، فقد كانت الزوجات يُعزلن في بيوتهن بدون تعليم ويتمتعن بحقوق ضئيلة جداً، كما أنهن لسن أفضل من العبيد أو الأملاك المنقولة في نظر أزواجهن. وفي روما القديمة، كانت المرأة خاضعة قانونيا خضوعاً تاماً أولاً لأبيها أو أخيها ثم بعد ذلك لزوجها الذي كان يمتلك سلطة أبوية عليها. والنساء في نظر القانون بلهاء"^[1].

أما برنارد راسل فقد كتب ساخراً من الموقف اليوناني القديم من المرأة: "أكد أرسطو أن المرأة كانت تمتلك عددا من الأسنان أقل من تلك التي يمتلكها الرجل؛ وعلى الرغم من أنه تزوج مرتين إلا أنه لم يحاول أبداً أن يفحص أفواه زوجاته لإثبات هذه المقولة"^[2]

______________________________

[1]

encyclopedia britannica, (1984) vol. 19, p. 909.

[2]

 bernard russell, the impact of science on society (1976), p 17.