عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

ورغم أن الحال تغير في أمريكا اليوم إلا أنه لم يعمم على جميع النساء الأمريكيات، وربما يفاجأ الغربيون وخصوصا منهم الأمريكيين بهذا القول، لكن مزيدا من التوضيح مرفقا بالأدلة سيكشف أنه في أمريكا نفسها، التي تطالب السعوديين بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، حُرمت بعض النساء الأمريكيات ليس من قيادة السيارة فحسب بل من الجلوس في المقعد الأمامي حتى وان كان السائق ابن تلك المرأة أو زوجها أو والدها!! يحدث هذا على الأرض الأمريكية وتحديدا   in the williamsburg district of brooklynحيث تستقر the hasidic village[48]والتي تسكنها طائفة الحسيديم اليهودية. وبإلقاء الضوء على مكانة المرأة حسب تعاليم هذه الطائفة اليهودية- الأمريكية سنكتشف بكل سهولة وبكل مرارة الفرق الكبير بين الرجل والمرأة:

منح هرم القيم لطائفة يهود الحسيديم المرأة أهمية أقل من الرجل لذلك كان التعليم عندهم للمرأة يختلف عن تعليم الرجل اختلافا كبيرا. وبما أن الحسيديم لا يعتقدون أن عقلي الرجل والمرأة متساويان فإنهم يكتفون بتعليم الإناث من التوراة الإجازات الدينية وأنظمة الحمية[49].

وتحجب النساء طبقاً لليهود الحسيديم بحرص عن الرجال منذ أعوامهن الأولى وحتى الزواج. كما أن أمور الجنس لا تُناقش أصلاً ولا يوجد تأهيل للتغيرات الجسمية التي تحدث في سن البلوغ أو حديث كثير عن أمور الزواج بين الأم وابنتها[50]. ينتهي تعليم الإناث غالبا عند التعليم الثانوي والقليل منهن يلتحقن بالجامعات والبعض يشغلن وظائف في مجال التجارة أو المصانع قبل الزواج؛ وحيث لا يمكن أن توجد حياة عملية للمرأة فإنها يمكن أن تعمل بعد الزواج فقط حتى فترة الحمل التي تمنعها من ممارسة أي نشاطات خارجية مربحة[51]. الرجال في هذا المجتمع هم القادة الدينيون والسياسيون أما النساء فيهتممن بتربية الأطفال وبتدعيم سلامة الزواج والأسرة. إضافةً إلى تقديم المساعدات المالية للمحتاجين وزيارتهم والتسوق والطهي من أجلهم. إنهن ينرن شموع يوم السبت لتجهيز البيت للأيام المقدسة؛ وتوجد ستائر أو شبكات خشبية منسوجة تحجب النساء عن أنظار الرجال. في الأيام المقدسة، يحتشد بعض النساء خلف الستائر للصلاة ومشاهدة الأنشطة التي تُمارس في الطابق الرئيسي لبيت الدرس. وهذا الفصل بين الرجل والمرأة يحدث أثناء الأنشطة الاجتماعية والدينية أيضاً[52].

وهذا ليس كل شيء فطبقا للتعاليم الحسيديم ،"ممنوع أن يمر كلب أو امرأة أو نخلة بين رجلين أو أن يسير الرجال في وسط النساء أو الكلاب أو النخيل. وهناك خطر شديد عندما تحيض المرأة أو تجلس في مفترق الطريق." (pesahim 111a.)  وصف جوزيف كارو- مؤلف دستور القرن الخامس عشر للقانون اليهودي (shulhan aruch)-وضع المرأة في المجتمع اليهودي وصفاً دقيقا :" لا يمشي الرجل بين امرأتين أو كلبين أو خنزيرين ولا يسمح الرجلان لامرأة أو كلب أو خنزير بالمرور بينهما"[53]وهذا يظهر كيف كانت المرأة في مستوى الكلب والخنزير عند اليهود الحسيديم! وقد تأكدت هذه القضية بقول مقتبس آخر: "يجب على الرجل أن يحرص على عدم المرور بين امرأتين أو كلبين أو خنزيرين وعلى الرجلين أن يحرصا على عدم مرور امرأة أو كلب أو خنزير بينهما."[54] كتبت الكاتبة اليهودية الأرثوذوكسية إفيلين كاي مجلدا كاملا (the hole in the sheet) لتوثيق الحياة البائسة التي تعيشها المرأة في ظل اليهودية التقليدية، حيث تقول: "يعتقد الرجال المعتنقين للأرثوذوكسية والحسيديمية أن المرأة شريرة ولا يعتمد عليها وتغوي للجنس... عندما مشيت في طرقات نيويورك خلف اليهود الحسيديم شعرت بأنهم يتجنبونني وكأنني منبوذة."[55]هذا إضافةً إلى ما لاحظه جيمس ياف في اليهودية الأرثوذوكسية التقليدية: " يجب على المرأة أن تحلق رأسها بعد الزواج وتضع شعرا مستعار لبقية حياتها"[56].

__________________________________________________________

[48] edward guthmann ,san francisco chronicle, october 31, 1997

[49] mintz, jerome. legends of the hasidim. p 83

[50] mintz, jerome. legends of the hasidim. p 83

[51]mintz, jerome. legends of the hasidim. p 85

[52] mintz, jerome. hasidic people: a placein the new world. p. 66.

[53] lesley hazleton, israeli women the reality behind the myths (new york: simon and schuster, 1977) p. 41.

[54] ganzfried, rabbi solomon. translated by goldin, hyman e. code of jewish law. kitzur shulhan aruh. a compilation of jewish laws and customs. hebrew publishing company, new york, 1961., p. 7

[55] evelyn kaye, the hole in the sheet p. 19

[56] yaffe, james. the american jews. portrait of a split personality. random house, new york, 1968, p. 100

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق