روى ابن شبة عن سعد بن جبير بن مطعم قال: رأيت قبر عثمان بن مظعون عند دار محمد بن علي ابن الحنفية.
وعن محمد بن قدامة عن أبيه عن جده قال: لما دفن النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون أمر بحجر فوضع عند رأسه، قال قدامة: فلما صفق البقيع وجدنا ذلك الحجر، فعرفنا أنه قبر عثمان بن مظعون. قال عبد العزيز بن عمران: وسمعت بعض الناس يقول: كان عند رأس عثمان بن مظعون ورجليه حجران.
وعن شيخ من بني مخزوم يدعى عمر قال: كان عثمان بن مظعون أول من مات من المهاجرين، فقالوا: يا رسول الله أين ندفنه؟ قال بالبقيع، قال: فلحد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضل حجر من حجارة لحده، فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه عند رجليه، فلما ولي مروان بن الحكم المدينة مر على ذلك الحجر فأمر به فرمى به، وقال: والله لا يكون على قبر عثمان بن مظعون حجر يعرف به، فأتته بنو أمية فقالوا: بئس ما صنعت، عمدت إلى حجر وضعه النبي صلى الله عليه وسلم فرميت به، بئس ما عملت، فَمُرْ به فليرد، فقال: أما والله إذ رميت به فلا يرد.
وروى أبو داود بإسناد حسن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، ولم يسم الصحابي الذي حدثه، لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يأتي بحجر فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه ـ قال المطلب: قال الذي يخبرني: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما ـ ثم حمله فوضعه عند رأسه، وقال: أتعلم به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي.
رواه ابن شبة وابن ماجة وابن عدي عن أنس والحاكم عن أبي رافع.
وروى ابن زبالة عن عائشة بنت قدامة قالت: كان القائم يقوم عند قبر عثمان بن مظعون فيرى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ليس دونه حجاب.
-------------------
وفاء الوفاء ج 3 ـ ص 893
المقال السابق
المقال التالى