عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   


بيان قبر ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكونه عند قبر عثمان بن مظعون، وما جاء فيهما ومن دفن عندهما.
روى ابن شبة بإسناد جيد عن البراء رضي الله تعالى عنه قال: مات إبراهيم ـ يعني ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو ابن ستة عشر شهراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادفنوه في البقيع، فإن له مرضعة في الجنة تتم رضاعه.
وعن مكحول قال: توفي إبراهيم عليه السلام، فلما وضع في اللحد ورصف عليه اللبن بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفرجة من اللبن، فأخذ بيده مدرة فناولها رجلاً فقال: ضعها في تلك الفرجة، ثم قال: أما إنها لاتضر ولاتنفع، ولكنها تقر بعين الحي.
وعن محمد بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم، وأنه أول من رش عليه، قال: ولا أعلم إلا أنه قال: وحثا عليه بيده من التراب، وقال حين فرغ من دفنه عند رأسه: السلام عليكم.
وروى الشافعي عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم رش قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه الحصى.
وروى أبو داود في المراسيل والبيهقي ورجاله ثقات مع إرساله نحوه عن محمد بن عمر بن علي، وزاد أنه أول قبر رش عليه، وقال بعد فراغه: سلام عليكم، ولا أعلمه إلا قال: حثا عليه بيده.
وروى ابن زبالة عن قدامة بن موسى أن أول من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع عثمان بن مظعون، فلما توفي ابنه إبراهيم قالوا: يارسول الله أين نحفر له؟ قال: عند فرطنا عثمان بن مظعون.
وروى أبو غسان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يدفن عند عثمان بن مظعون،

فرغب الناس في البقيع، وقطعوا الشجر، فاختارت كل قبيلة ناحية، فمن هناك عرفت كل قبيلة مقابرها.
وروى ابن شبة عن قدامة بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ادفنوا عثمان بن مظعون بالبقيع يكون لنا سلفاً، فنعم السلف سلفنا عثمان بن مظعون".
وعنه أيضاً: كان البقيع غرقداً، فلما هلك عثمان بن مظعون ودفن بالبقيع، وقطع الغرقد عنه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للموضع الذي دفن فيه عثمان: هذه الروحاء، وذلك كل ما حازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى زاوية دار عقيل اليمانية، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه الروحاء، للناحية الأخرى، فذلك كل ماحازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى أقصى البقيع يومئذ.
قلت: قد تلخص لنا أن دار عقيل كان بالمشهد المعروف به، ودار محمد بن زيد في شرقيها وشرقي مشهد سيدنا إبراهيم؛ فالروحاء الأولى ما بين المشهدين وتمتد إلى شرقي مشهد سيدنا ابراهيم، والثانية في شرقي الأولى إلى أقصى البقيع، والأولى هي المرادة بما سيأتي في قبر أسعد بن زرارة في قول أبي غسان، والروحاء: المقبرة التي وسط البقيع يحيط بها طرق مطرقة وسط البقيع، وكأنها اشتهرت بذلك دون الثانية لاقتصاره على الأولى.
وروى ابن زبالة عن عبيد الله بن أبي رافع قال: بلغني أن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات قالوا: يارسول الله، أين ندفن إبراهيم؟ قال: عند فَرَطِنا عثمان بن مظعون، ودفن عثمان بن مظعون عند كتاب بني عمرو بن عثمان.
وروى ابن شبة عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن جبير قال: دفن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزوراء موضع السقاية التي على يسار من سلك البقيع مصعداً إلى جنب دار محمد بن زيد بن علي.
وعن سعيد بن جبير قال: رأيت قبر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في الزوراء؛ فيستفاد منه تسمية ذلك الموضع بالزوراء أيضاً.
وروى ابن زبالة عن سعيد بن محمد بن جبير أنه رأى قبر إبراهيم عند الزوراء.
قال عبد العزيز بن محمد وهي الدار التي صارت لمحمد بن زيد بن علي.
وعن جعفر بن محمد أن قبر إبراهيم وجاه دار سعيد بن عثمان التي يقال لها الزوراء بالبقيع، فهدمت مرتفعاً عن الطريق.
وعن قدامة قال: دفن الرسول صلى الله عليه وسلم إبراهيم ابنه إلى جنب عثمان بن مظعون، وقبره حذاء زاوية دار عقيل بن أبي طالب من ناحية دار محمد بن زيد.
----------------------

وفاء الوفاء ج 3 ـ ص 891



                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق