شروط الضرب :
1- بعد استخدام التوجيه و النصح و الهجر و الزجر .
أولًا : نقوم بنصح الطفل إذا أخطأ ، ثم إذا تكرر الخطأ عن عمد يعاقب بالتعنيف و التوبيخ ، فإذا عاد مرة أخرى يعاقب بعقوبة مادية أقل من الضرب ، مثل : أن يمنع عنه المصروف أو يمنعه من أي شيء هو يحبه و يخاصمه أبوه .
وهنا دور الأم هام جدًا ، فهي مكملة للأب ، تعينه على تنفيذ العقاب ، فإذا أمر أنَّ الولد أو البنت يحرموا من شيء معين هم يحبونه ، فهي تنفذ و لا تخالف ، لأنها إن خالفت هذا الأمر فإنَّ الطفل سيعاند و يتعود على عدم طاعة الوالدين .
و أيضًا تقوم الأم بتليين قلب الطفل على أبيه ، و تخبره بأنَّه أخطأ و أنَّ عليه أن يعتذر لأبيه ، و لا يكرر هذا الأمر مرة أخرى .
فإنَّ الأم في هذه المرحلة تأثيرها على الأولاد أقوى من تأثير الأب ، فإذا لم يستجب لكل هذه المحاولات و هذا أمر شبه مستحيل ، فإذا قام الوالدين بتنفيذ ما قلنا فبإذن الله يستجيب الطفل و ينصلح حاله .
2- لا تزيد العقوبة عن حجم الذنب .
3- لا تضربه و أنت في شده الغضب ، حتى لا تسبب له إيذاء جسديًا تندم أنت عليه .
4- ألا يكون الضرب مؤذيًا نفسيًا و لا جسديًا .
5- ألا يكون أمام الناس و الأصحاب و الأقارب .
6- أن يكون الرجل متفق مع زوجته ، حتى لا تتدخل و تحدث الخلافات .
و قد تربى الزبير على يد أمه صفية بعد موت العوام أبوه ، فكانت تضربه فيلومونها ، و يقولوا يا صفية أنت تكرهين الزبير، فقالت لهم :
من قال إنِّي أكرهه فقد كذب
إنما أضربه حتى يلب
و يهزم القبيلة و يأتي بالسلب
و أن تنفق عليه على الموسع قدره و على المقتر قدره ، و أن تأتيه بما يشتهي لكن في حدود المعقول ، و لا يأكل طعامًا رغمًا عنه لان الشجرة إذا أعطيتها ما لا تصلح لها ماتت ، و أيضًا إذا رغب في شيء و لا تريده له ، ناقشه و حاول إقناعه ليتعود على أن يسمع الرأي الآخر .
4- اختيار صحبة صالحة له تكبر معه :
و ذلك لأنه إن لم يجد الصحبة الصالحة ، فسيلجأ إلى أي صحبة أخرى و تجد أصحابه يفسدون ما تحاوله أنت معه ، و احذر كل الحذر على البنات فإنَّ المرأة لا تفسدها إلا المرأة ، فكن على حذر شديد ممن يصاحبن بناتك ، و اتق الله في أعراض الناس ، يحفظ الله لك عرضك .
5-تقوية العقيدة في قلبه و التوكل على الله و تعليمه الإيمان :
عن جندبقال : كنَّا مع النبي صلى الله عليه و سلم و نحن فتيان حزاورة ( الغلام اذا قارب البلوغ) ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن , ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا. " شعبالإيمان " .
و انظر أخي المسلم الذي يريد أن يربي أبنائه على صدق العقيدة و الإيمان ، كيف كان النبي يربي ابن عباس رضي الله عنهما ، و ماذا كان يقول له النبي صلى الله عليه و سلم : «يا غلام! إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت استعن بالله ، و اعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام و رفعت الصحف »رواه أحمد في المسند و الترمذي في سننه و صححه الألباني .
فتدبر هذه الكلمات التي تربي الرجال على صدق العقيدة و الإيمان الحقيقي ، و التوكل على الله و تعلم الشجاعة .
• الإمام السلمي لما أراد الحج قال : استأذنت أمي في الحج , فقالت لي :توجهت إلى بيت الله فلا يكتبن عليك حافظاك شيئاً تستحي منه غدًا . " سير أعلام النبلاء للذهبي " .
و المراد بحفظ الله : قال ابن رجب - في جامع العلوم و الحكم في شرح هذا الحديث - : هو الوقوف عند أوامره بالامتثال , و عند نواهيه بالاجتناب , و عند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به ، و أذن فيه إلى ما نهى عنه .
فعلم ولدك أن يكون محافظًا على حدود الله ، و لا يخشى إلا الله .
6- تعلميه حب أهل العلم و الدين :
• فقد قال أنس بن مالك : كانوا يعلمون أولادهممحبة الشيخين ، كما يعلمونهم السورة من القران . " السنة للخلال"
• قال صالح ابن الإمام أحمد بن حنبل : كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد أو متقشف لأنظر إليه ، يحبأن أكون مثله . " سير أعلام النبلاء للذهبي "
و هذا معناه أن تكون قدوته الحسنة أهل العلم و الدين ، و يحب لله و في الله ، و يبغض لله و في الله .