عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 10:18:09
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 4688
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

إن طرح بعض المسائل لاختبار على الطلاب بشك عام ، له فائدة كبيرة في تنمية المدارك وتقويه الأفهام . والطريقة المثلى لاستخدامها ، هي أن يقوم المعلم بطرح المسألة بشك جماعي ، ثم تكون هناك مهلة قصيرة لاسترجاع المعلومات والتفكير في المسألة ، ثم جواب المسألة المطروحة للطلاب . والسنة حافلة بمثل هذا النوع من العلم .

1-  فعن عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ، حدثوني ما هي ؟ قال فوقع الناس في شجر البوادي . قال عبد الله : فوقع في نفسي أنها النخلة . فاستحييت ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال : هي النخلة ) .

قال البغوي : قال الإمام : فيه دليل على أنه يجوز للعالم  أن يطرح على أصحابه ما يختبر به علمهم . أ هـ .

وقال ابن حجر رحمه الله: وفي هذا الحديث من الفوائد ..امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفي مع بيان لهم إن لم يفهموه ، .. وفيه التحريض على الفهم في العلم .

وعلى المعلم أن يحسن اختيار المسائل التي يطرحها على طلابه ، وكذلك له أن يسمح بالمناقشة بين الطلاب والإدلاء بالآراء ألا ترى إلى قوله : ( فوقع الناس في شجر البوادي ) أن ذلك مشعر بأن الجمع ذهبوا في تحليل هذه المعضلة كل مذهب . قال الحافظ : أي ذهبت أفكارهم في أشجار البادي ، فجعل كل منهم يفسرها بنوع من الأنواع وذهلوا عن النخلة .

والمتأمل في المسالة التي طرحها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ، يجد أنها قد حفزت هممهم ، وبعثتهم على التفكير في الحل ، وتلهفت أنفسهم لمعرة الجواب الصحيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عجزوا عن حله .

أيضاً من الأمور المهمة التي يحسن التفطن لها ، أن تكون هذه المسائل توصيل فكرة معينة أو ترسخ مفهموماً معيناً لدى الطلاب . ولك أن تسأل ما وجه السؤال ، يبين النخلة وبين المسلم ، أو ما هي الفائدة المستفادة من هذا السؤال ، يبين ذلك الحافظ ابن حجر بقوله : وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها ، مستمرة في جميع أحوالها ، فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعا ، ثم يعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها ، حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى ، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ، ونفعه مستمرة له ولغيره حتى بعد موته .

وهذه الطريقة نافعة جداً إذا أحسن استخدامها واستغلالها ، فعلى المعلم أن يبتعد عن صعاب المسائل ، وأن لا يكون همه تعجيز المتعلمين وإفحامهم ، بل عليه أن قرب لهم المسألة المطروحة عليهم بقرائن الأحوال وغيرها من الوسائل ن لكي تكون عوناً لهم في الأهتداء إلى الجواب الصحيح ، ويدل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما طرح عليهم هذه المسألة كان في يديه جمار ، ففي إحدى روايات هذه الحديث ، عن مجاهد قال : صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بحمار فقال : .. الحديث  فأبن عمر رضي الله عنهما فهم المراد عندما رأى الجمار في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يمنعه من الإجابة على السؤال إلا صفر سنة قال الحافظ ابن حجر : إن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يعل للملغز بابً يدخل منه ، بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه .

 

الخلاصة  :

1)     أهمية هذه الطريقة في تقوية الفهم ، وتوسيع المدارك .

2)     الاستفادة من هذه المسائل في ترسيخ معاني معينة من الأذهان .

3)     تقريب المسألة المطروحة بقرائن وأحوال ، تساعد في الوصول إلى الحل .

4)     بيان الجواب الصحيح عند العجز عن الإتيان بالجواب .




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق