يغفل كثير من المعلمين عن سنة عظيمة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي سنة السلام ، وقد ورد في فضلها آثار كثيرة . والعجب أن يعدل المعلمون عن السلام المشروع وهو سنة إلى غيرها من التحيات ، ولا باسم أن يصبح بالخير ، أو يمسي بالخير ولكن يكون ذلك بعد السلام . أما أن تكون هذه التحيات ونحوها هي المعتمدة في كل حالة فلا . ثم إنه قد يحدث من بعض المعلمين أمرأ مخالفاً للشرع وهو جعل الطلاب يقومون له عند مجيئه لهم . ( وقد وقع فيه كثير من المعلمين ـ سامحهم الله ـ تأثيراً بالعادات والتقاليد ، وهو تمثيل الطلبة قياماً لمعلمهم زاعمين أن هذا من الأدب المطلوب ، وأنه رمز لتوقير المعلم وتبجيله ، وقد أخطأوا ، فلا يسمى خلاف الشرع أدباً إلا في قاموس المعرضين عن شرع الله ، ذلك أن :
1- أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهية لذلك ) .
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار " ا هـ .
وبذل السلام أجر وغنيمة يستفيد منه المسلم في تكثير حسناته ، ولذا رغب النبي صلى الله عليه وسلم صحابته إلى ذلك وحثهم عليه :
3- قال عليه الصلاة والسلام : " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة ، أو جدار ، أو حجر ثم لقيه ، فليسلم عليه " .
وإلقاء السلام سبب في إشاعة المحبة بين الأفراد والجماعة ، والمعلم يحتاج إلى ذلك من باب أولى .
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخولا الجنة تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببنم ؟ أفشوا السلام بينكم " .
والمحبة إذا شاعت بين المعلم وطلابه ، كان ذلك علاقة على قبول العلم الذي يبثه ذلك المعلم ، لأن النفس بطبعها تميل إلى الشيء الذي تحبه وتهواه ، وهذا شيء متعارف عليه .
بقي ثمة أمر آخر لا يخطر ببال الكثيرين، وهو أن يسلم المعلم على طلابه ، عند إرادة الانصراف من الدرس .
5- قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا انتهى أحدكم إلى مجلسه فليسلم ، فإن بدأ له أن يجلس فليجلس ، ثم إذا قام فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة " .
الخلاصة :
1) البداءة بالسلام عند لقاء الطلاب .
2) السلام سبب في جلب المغفرة ، وتكثير الحسنات .
3) السلام سبب في إشاعة المحبة بين المعلم وطلابه .
4) إلقاء السلام عند الدخول على الطلاب ، وعند الانصراف .
المقال السابق
المقال التالى