منشأ العالم والحياة
من المزايا اللطيفة التي يتميز بها القرآن الكريم هو بيانه لظواهر مدهشة تتعلق ليس بالماضي فحسب، بل وبالمستقبل على حداء سواء. والقرآن الكريم ليس مشكلة في حقيقة الأمر، ولكنه لا يزال مشكلة بالنسبة لغير المسلمين حتى وقتنا هذا لأنه يكشف لنا في كل يوم، وكل أسبوع وكل سنة عن مزيد من الأدلة بأن القرآن الكريم قوة لا يمكن تجاهلها وهو حقيقة ثابتة لا يمكن تحديها أو إنكارها أكثر من ذلك. على سبيل المثال، تنص أحدى آيات القرآن الكريم (سورة الأنبياء، 21: 30) على ما يلي:
{أوَلم يرَ الّذينَ كفروا أنَّ السمواتِ والأرضَ كانتا رتقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وجَعلنا منَ الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍ أفلا يؤمنون}.
والمضحك في الأمر أنه قد تم منح جائزة نوبل عام 1973 لاثنين من الكفار لاكتشاف هذه المعلومة.
لقد بيّن القرآن الكريم منشأ العالم – وكيف بدأ على شكل كتلة واحدة – وقد استمرت البشرية في لمس حقيقة هذا الوحي حتى وقتنا الراهن. فضلاً عن ذلك، فهو حقيقة لا يمكن أن تقنع الناس بها بسهولة قبل أربعة عشر قرناً مضت. فلو وقفت في الصحراء قبل 1400 سنة وأخبرت أحدهم أن "جميع ما تراه يدخل الماء في تكوينه إلى حد كبير" لن يصدقك حتماً. فلم يكن هناك ثمة دليل على ذلك حتى تم اكتشاف الميكروسكوب. فقد كان لا بد من الانتظار حتى يتم اكتشاف أن البروتوبلازما، وهي المادة الأساسية في تكوين الخلية، تتكون من الماء بنسبة 80%. وبرغم اكتشاف الدليل وإثبات الحقيقة، لا يزال القرآن عصياً ثابتاً على مرور الزمن.
المقال السابق
المقال التالى