مفارقة مع قس :
منذ سبعة أعوام مضت زارنى قسيس فى المنزل ، وفى الغرفة التى كنا نجلس فيها كانت هناك ترجمة للقرآن الكريم فوق الكتب بحيث لا تظهر أنها للقرآن ، وبذلك لم يعرف القس ماهى . وأثناء المناقشة التى دارت بينى وبينه ، أشرت للقرآن الكريم وقلت له " أنا أثق بهذا الكتاب " ناظرا إلى القرآن ، ومن غير أن يعرف ماهية الكتاب الذى أشير إليه ، أجاب " إن لم يكن هذا الكتاب هو الكتاب المقدس ، فهو مكتوب من أحد البشر " وكاستجابة لهذه الملاحظة قلت له " دعنى أذكر لك شيئا مما فى هذا الكتاب " وأمضيت حوالى ثلاث أو أربع دقائق أسرد له بعض ما جاء فيه ، وبعد هذه الدقائق ، عاد وغير من لهجته قائلا " أنت محق ليس هذا قول بشر ، هذا من أقوال الشيطان ، الشيطان قد كتبه " . بالطبع هذا التعليق السريع بائس جدا لأسباب كثيرة ، فهو اعتذار رخيص جدا ، كما أنه هروب من مواجهة موقف محرج .
وتوجد فى الإنجيل قصة مشابهة تذكر ، أن سيدنا عيسى عليه السلام أحيا ميتا كان قد قبر لمدة أربعة أيام ، وحينما وصل للقبر قال له انهض ، فقام الميت أمام اليهود وهم يشاهدون هذا الموقف ، فصرخ بعضهم ، الشيطان يساعده الشيطان يساعده ، وحينما تقال هذه القصة فى الكنائس يبكى النصارى ويقولون ياليتنا كنا هناك حينئذ ، ولم نكن كهؤلاء اليهود الأغبياء . هذا بالضبط ما يفعله هؤلاء الأغبياء الآن ، حينما ذكرت له فقط فى ثلاث دقائق حقائق عن القرآن الكريم ، فقال هذا من كلام الشيطان ، وذلك لأنه حشر فى زاوية ولم يجد إجابة مقنعة ، فلجأ إلى هذا الإعتذار الرخيص ليهرب من الموقف .
المقال السابق
المقال التالى