عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم لنتعلم إسلامنا
تاريخ الاضافة 2009-03-11 01:45:16
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 5381
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

ذكرنا في بداية هذا الكتاب أن الله خلق آدم عليه السلام الذي تناسل منه كل البشر. ومنح الله البشرَ الحياةَ في هذا العالم ليمتحنهم، كما أرسل إليهم الرسل ليعرِّفوهم بمسؤولياتهم.
ويخضع كلُّ إنسان للاختبار من خلال الأحداث التي تمرُّ عليه؛ أي أننا نخضع للاختبار من خلال ردود أفعالنا تجاهَ الأحداث التي تقابلنا، ومن خلال الطريقة التي نتكلم بها، وصمودنا في وجه الصعاب .وإجمالاً فإننا نختبر ما إذا كنَّا نتصرَّف بصورة صحيحة أم لا.
ويحدِّد هذا الاختبارُ مصيرَنا في الحياة الآخرة.
ويتضمَّن الاختبار الخاص بالحياة الدنيا سرًّا هاماً جدًّا، إذ منح اللهُ البشرَ رحمةً واسعة حين قرَّر قَدَرَهم. ويعني القدرُ أنَّ كلَّ الأحداث التي تمرُّ بالإنسان خلال حياته بأكملها قد حدَّدها الله مُسبقًا، حتى من قبل ميلاد الإنسان الذي يتعرَّض لها. ولكل إنسان قَدَرُه الخاصُّ به الذي لا يشاركه فيه غيرُه.
ولتيسير فهم هذه الفكرة يمكننا أن نشبِّه القَدَر بفيلمٍ مسجَّل على شريط فيديو. ويتميَّز الفيلم في هذه الحالة ببدايته ونهايته المعروفتين مسبقاً، ولكنَّنا كَمُشاهدين سوف لن نعرفها حتى نشاهد الفيلم. وما يصدُق على الفيلم يصدق على القَدَر، فكلُّ ما سوف يفعله الإنسان خلال حياته، وكلُّ الأحداث التي سيتعرَّض لها، والمدارسُ التي سيتعلَّم فيها، والبيوتُ التي سوف يَسكُنُها، ولحظةُ موته، كلُّها مقررةٌ مُسبَقاً.
وكلُّ الأحداث التي تحدث للإنسان سواء كانت خيراً أو شراً، محدَّدةٌ مسبقاً في علم الله، وكلُّ إنسان يقع تحت الاختبار بِما يتوافق مع هذا السيناريو المكتوبِ خصِّيصاً له. وإجمالاً لِما سبق؛ فإنَّ الإنسان، وفقاً لهذا السيناريو، يمرُّ على سلسلة من الأحداث ثم يحدد إيمانه وتصرُّفاته، وبالإضافة إلى ردود أفعاله تجاه هذه الأحداث يحدد مصيره في الحياة الآخرة.
وتعطي معرفة القدَر راحةً كبيرة للإنسان، فهي رحمةٌ من الله، لإنَّه لا داعِي للإنسان من إحساسه بالأسى نتيجة للأحداث التي تقرَّرَت مسبقاً، أو قلقه من عدم سير الأمور على ما يُرام .ويبشِّر الله الذين يصبرون في مواجهة الفِتَن بجنَّات النعيم، الذين يُدرِكون أنَّه لا شيء يحدث إلا بإرادة الله، وقد أعطى لنا رُسُل الله أفضلَ النماذج التي نقتدي بها في هذا المجال .ويُكافِئُ اللهُ مثلَ هؤلاء بجَنَّات النعيم نتيجةَ إيمانِهم المثاليِّ وسلوكهم القويم.

 
   



                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق