عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم لنتعلم إسلامنا
تاريخ الاضافة 2009-01-04 09:55:27
المقال مترجم الى
English    Nederlands   
المشاهدات 5813
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Nederlands   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

هل تساءلتَ يوماً كيف ظهر الإنسان إلى الوجود؟ غالباً ما تبادر بالإجابة: "إنَّ لكل فرد أُمًّا وأباً" ولكنَّ هذه الإجابة سوف تكون غيرَ دقيقة، فهي لا تفسِّر كيف ظهرتْ أوَّلُ أمٍّ وكيف ظهر أوَّلُ أبٍ، أي إنَّها إجابة لا تفسِّر كيف ظهر أوَّلُ إنسان إلى الوجود. ويمكن أن تكون قد سمعت بعض القصص عن هذا الموضوع في المدرسة أو ممن هم حولك. فَلْنَأْتِ الآن إلى الإجابة الدقيقة الوحيدة؛ وهي أنَّ الله هو الذي خلقك. وسوف نتناول هذا الأمر بالتفصيل في الفصول القادمة. أمَّا الآن، فهناك شيء واحد يجب أن نعرفه كلُّنا، وهو أنَّ أوَّل إنسان ظهر على وجه الأرض إنَّما كان النبيُّ آدمُ عليه السلام، ومنه جاء كلُّ البشر.
وكان آدمُ عليه السلام إنساناً مثلنا تماماً، يمشي ويتكلَّم وينام ويأكل، ويصلِّي كذلك ويعبد الله. وقد خلقه الله أولاً ثم خلق زوجتَه، ثم تكاثر أبناؤُهما وملأُوا العالمَ بأكمله.
ولا تنس أبداً أنَّ الله، حين يريد الخلْقَ، يُصدِر أمراً واحداً، وهو قولُه لِما يريد خلْقَه: كُن فيكون، فعند الله القوةُ والقدرةُ المطلقة ليفعل أيَّ شيء يُريد. وعلى سبيل المثال فإنه خلق آدمَ من طين وهذا أمر سهل بالنسبة إليه سبحانه.
ورغم ما سبق فلا تنس أبداً أنَّ هناك أُناس يُنكرون وجودَ الله، ويعطي هؤلاء إجاباتٍ أخرى للسؤال حول كيفية إيجاد الناس؛ فهم لا يبحثون عن الحقيقة.
فإذا تخيَّلنا أنَّ شخصيةً من شخصيات الرسوم المتحرِّكة قالت: أنا ظهرت إلى الوجود حينما تمَّ سكب الحبر على الورق بالصدفة، كما أن الألوان سُكِبَت هي الآخرى بالصدفة وكوَّنت ألواني، أي أنَّني لم أحتج لأيِّ شخص لِيَرسمَ صورتي أو يعطيَنِي شكلي، وإنما ظهرتُ للوجود بالصُّدفة. لا يمكنك في هذه الحالة أن تأخذ كلام هذه الشخصية الكارتونية بجِدِّية، فأنت تعرف أن الخطوط والألوان المُحكمة والحركات التي تصدر عن هذه الشخصية الكارتونية وغيرها لا يمكن أن تتكوَّن بصورة عشوائية من خلال سَكْب الألوان هنا وهناك، حيث أنَّ سكب زجاجة حبر لا ينتج عنه إلا فوضىً وبُقعةً مِن لطخ الحبر، ولا يمكن أن تَنْتُج عنه صورةٌ دقيقة ذاتُ خطوط منتظمة .وكلُّنا يعرف أنه لظهور أيِّ شيء له معنى وهدفٌ، فإنَّه يجب لشخص ما أنْ يفكِّرَ فيه ويُصمِّمَه ويرسمَه.
ولا تحتاج يا صغيري لتعرف كل هذا أن ترى الفنَّانَ والرسَّام، فأنت تفهم تِلْقائِياً أنَّ فنَّان الكارتون هو الذي  أعطى الشخصيةَ الكارتونيةَ خصائصَها وشكلَها وألوانَها والقُدرةَ على الكلام والمشي أو القفز.
وبعد هذا المثال فكِّر بجِدِّية فيما يأتي: إنَّ شخصًا ما لا يقبل فكرة أنَّ الله خلَقه، يكون في الحقيقة كاذباً، مَثَلُه مَثَلُ الشخصية الكارتونية في المثال السابق.
والآن لنفترض أنَّ مثل هذا الشخص يتكلم معنا، فلْنَرَ كيف سيُحاول شرح طريقةِ مجيئِه هو والآخرين إلى هذا الوجود، وسنجد أنَّه يقول:
"أنا وأبي وأمي وأجدادي والآباء الأولون الذين عاشوا في غابر الزمان، كلُّنا جئنا إلى هذا الوجود بالصُّدفة .لقد خلَقت المصادفاتُ أجسادَنا وأعيُنَنا وآذانَنا وجميعَ أعضائنا".
وكلمات هذا الرجل الذي يُنكر أن الله خلقه، ستكون مثل كلمات الشخصية الكارتونية، ولا يوجد إلا فارق وحيد بينه وبين هذه الشخصية الكارتونية؛ هو تكوينها الذي كان مِن خطوط وألوان مرسومة على فرخ من ورق، أمَّا الشخص الذي يُنكِر خلق الله له، فإنه مُكوَّن من خلايا. ولكنْ، ألا يوجد فارق آخر؟ أليس هذا الرجل الذي ينطق هذه الكلمات كائنٌ شديدُ التعقيد، وتكوينه أكثرُ إتقاناً مِن الشخصية الكارتونية؟ ألا يمتلِك أعضاءاً أكثر؟ وبالتالي، إذا كان مِن المستحيل على الشخصية الكارتونية أن تظهر إلى الوجود بالصدفة فإنه أكثرُ استحالة أن يأتي إنسان إلى الوجود بالصُّدفة.
والآن، لِنَسأل هذا الشخص السؤال التالي:
"لديك جسدٌ رائعٌ يعمل دون أدنى خلل؛ فيَدَاك لديهما القدرةُ على إمساك الأشياء بدِقَّة عظيمة، أفضلُ مِن أكثر الماكينات تطوراً. ويمكنك أن تجرِيَ على قدميك، ولديك بصرٌ مثاليٌّ أكثرُ حِدَّةً مِن أفضلِ آلات التصوير. ولديك أُذُنان تسمع بهما صوتًا واضحًا نقيًّا لا أثر لأي خشخشة فيه، ولا يستطيع أفضلُ جهاز صوتيٍّ أن يُنتج صوتًا بوضوح الصَّوْت الذي تسمعه بهما. ويوجد بجسدك العديدُ مِنَ الأجهزة التي لا تُحِسُّ بها، والتي تعمل معاً لإبقائك على قيد الحياة. وعلى سبيل المثال؛ فرغم أنه ليس لديك أيُّ سيطرة على عمل قلبِك وكِلْيَتَيْكَ وكبدك فإنها تستمر في العمل دون أدنى عطل. وفي عصرنا هذا فإن المئات من العلماء والمهندسين يبذلون جهوداً مضنية ليُصَمِّموا ماكيناتٍ مُشابِهةٍ لتلك الأعضاء، ورغم ذلك لم تُؤَدِّ جهودُهم إلى شيء .أي أنك أيُّها الإنسان مخلوقٌ خالٍ مِن العيوب يعجز البشر عن صُنعِ أيِّ آلة مماثلة لها.  فكيف تفسِّر كلَّ هذا؟"
سنجد أنَّ الرجلَ الذي يُنكِر أنَّ الله يخلُقُ هذه الأشياء غالباً ما يقول:
"أنا أيضاً أعرف أنَّ لدينا أجساداً تخلو من العيوب وأعضاءًا مثاليةً، ولكنِّي أومن بما يأتي:
اِجتمعتْ مجموعةٌ مِن الذَّرَّات التي لا حياةَ فيها ولا وَعْيَ لها، بالصُّدفة، لتكوين أعضائِنا وأجسادِنا"
وسوف تلاحظ بلا شكٍّ أنَّ كلماته تبدو غيرَ منطقيةٍ وغريبةً. وأيًّا كان عمره أو عمله، فإنَّ أيَّ شخص يسوق هذه المزاعم لديه أفكارٌ واضحةُ الخطأ. ومِن العجيب أنَّ المرء كثيراً ما يُصادِف أُناسًا يُؤمِنُون بِمِثْلِ هذه المعتقداتِ غيرِ المنطقية.
ونظراً لأنَّ أبسطَ الماكينات تحتاج لمُصمِّمٍ يُصمِّمُها، فإنَّ نظامًا مُعَقَّدًا كالإنسان لا يمكن أن يكون قد ظهر بالصُّدفة، فلا يوجد شكٌّ أنَّ الله خلق الإنسان الأوَّل وزوَّده بالأجهزة التي تُمكِّنُه مِنَ التكاثُر بحيث تظهر الأجيالُ التالية. وقد ضمِن اللهُ للجنس البشريِّ البقاءَ مِن خلال برامِجَ وضعها في خلاياه. وظهرنا نحن بِدوْرِنا بفضل هذا البرنامج الذي خلقَه الله، وتنمو أجسادُنا وفقاً لهذا البرنامج. وما تقرَأُه في الصفحات التالية سوف يُمَكِّنُك مِن فهمٍ أوْضَحَ لحقيقةِ أنَّ الله الذي خلَقَنا يَمْتَلِكُ قدرةً وحكمةً لا نِهَائِيتَيْنِ.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق