لو تذكرت، فإننا سَعَيْنا في بداية هذا الكتاب لتقديم الإجابة الصحيحة لشخص لا يؤمن بالله، والآن لديك الإجابة الصحيحة، فالانفجارات لا تنتج عنها صورة منتظمة ذات معنى، ولكن يمكنها فقط أن تُدمِّر صورةً جميلة قائمة. ويتفوَّق النظام الذي نتج بعد الانفجار الكبير، والذي ظهر منه الكون، في إتقانه بالنسبة للأمثلة التي أوردناها؛ مِن مدينة كبيرة، أو وعاء للألوان، ولا يمكن لأيٍّ منها أن يَنتُج عن الصدفة.
لا ينتج هذا النظام المثاليُّ المتقَن إلا عن إرادة الله العظيم سبحانه، فالله قادر على خلْقِ أيِّ شيء، وذلك بقَوْلِه له: كن فيكون.
وقد خلق الله، من أجلنا، عالماً جميلاً، داخِلَ كونٍ غايةٍ في الإتقان، وخلق فيه الحيوانات والنباتات .وخلق الشمسَ لتضُخَّ الطاقة وتُدفِئَنا. وضبَطَ المسافةَ بين الشمس والأرض بدِقَّة متناهية، بحيث أنَّ الأرض لو كانت أقربَ قليلاً من الشمس؛ لكان عالمُنا غايةً في السخونة، وإذا كانت أبعد لكُنَّا قد تجمَّدنا مِن البرد.
وكُلَّما كشف العلماءُ المزيد مِن الحقائق كُلَّما زادت معرفتنا أكثر فأكثر بقدرة الله. وتأتي هذه المعرفة من أنَّ المادة لا يمكنها أن تصل إلى قرارات، ولا أن تنفِّذَ أيًّا مِن هذه القرارات، ممَّا يعني أنَّ هناك خالقاً يُصمِّم ويخلُق هذا الكون. أمَّا المادة، وهي المُكوِّن الأساسيُّ للنجوم والبشر والحيوانات والنباتات وكلِّ شيء، حيٍّ أو جامِدٍ، وتخضع كل هذه الأشياء لسيطرة الله، مما ينتج عنه انتظام الحياة على الأرض، لأنَّ كلَّ شيء من خلق الله الذي يعطي كلَّ شيء خلْقَه ونظامَه.
المقال السابق
المقال التالى