عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 
37- استشهاد عامر بن الأكوع رضي الله عنه


* عن سلمه بن الأكوع قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر : ياعامر ألا تسمعنا من هنيهاتك ؟ وكان عامر رجلا شاعراً . فنزل يحدو بالقوم يقول :


لاهم لولا أنت ما أهتدينا     ولا تصدقناولا صلينا


فاغفر فداءً لك ما أبقينا      وألقين سكينة علينا


وثبت الأقدام إن لاقينا     إنا إذا صيح بنا أبينا


وبالصياح عولوا علينا


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من هذا السائق " ؟ قالوا : عامر بن الأكوع قال : " يرحمه الله" ! فقال رجل من القوم  : وجبت يا نبي الله لو لا أمتعتنا به !


    فأتينا خيبر فناصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة . ثم إن الله فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما هذه النيران على أي شيء توقدون" ؟ قالوا : على لحم . قال : "على أي لحم " ؟ قالوا : لحم الحمر الإنسية . قال النبي صلى الله عليه وسلم " أهريقوها وأكسروها " . فقال رجل : يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها ؟ فقال : " أو ذاك " . فلما تصاف الناس كان سيف عامر قصيراً فتناول به ساق يهودي ليضربه فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه ، فلما قفلوا قال سلمة : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي قال : " مالك " ؟ قلت : فداك أبي وأمي زعموا أن عامراً حبط عمله . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كذب من قال ، إن له لأجرين ـ وجمع بين إصبعية ـ إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشي بها مثله " .

 


غريب القصة :


ـ عامر بن الأكوع : هو ابن سنان بن عبدالله الأسلمي المعروف بابن الأكوع قيل


إنه عم سلمة بن الاكوع ، ويقال أخوه ، قال ابن الأثير : " الصحيح أن عامراً عم سلمة وليس باخ له " ، وقال ابن  حجر : " يمكن التوفيق أن يكون أخاه من أمه علىما كانت الجاهلية تفعله أو من الرضاعة .


كان عامر شاعراً ، ومات بسلاحه في خيبر ، وشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجر المضاعف والجهاد في سبيله . ( أسد الغابة 3 / 124 ـ الإصابة 2 / 142) .


ـ هنيهاتك : الهنيهات جمع هنيهة وهي تصغير هنة .


ـ يحدو : قال صاحب المصباح المنير : حدوت بالإبل أحدو حدوا حثثتها على السير بالحداء مثل غراب وهو الغناء لها ، وقال ابن حجر : " الحداء سوق الإبل بضرب مخصص من الغناء ، والحداء في الغالب إنما يكون بالرجز وقد يكون بغيره من الشعر ، ولذلك عطفه على الشعر والرجز ،وقد جرت عادة الإبل أنها تسرع السير إذا حدى بها " . قلت : ومن شاء التفصيل في حكم الغناء والحداء ينظر كتاب " تحريم الآت الطرب " الفصل السابع للعلامة الألباني .


ـ مخمصة : مجاعة شديدة .


ـ من هذا السائق : قال ابن حجر : " في رواية أحمد فجعل عامر يرتجز ويسوق الكرب ، وهذه كانت عادتهم إذا أرداوا تنشيط الإبل في السير ينزل بعضهم فيسوقها ويحدو في ذلك الحال " .


ـ ذباب سسيفة : طرفه الأعلى وقيل حده.


- قفلوا : أي رجعوا .


- كذب من قاله : أي أخطأ .


- جاهد مجاهد : قال ابن دريد : رجل جاهد أي جاد في أموره ، وقال ابن التين : الجاهد من يرتكب المشقة ،ومجاهد أي أعداء الله تعالى.


ـ قال عربي مشى بها مثله : أي في الأرض أو المدينة أو الحرب أو الخصلة ( الفتح 7 / 467) .

 

 


الفوائد والعبر :


1-   إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له ( قاله البخاري ) .


2-   تحريم لحوم الحمر الأنسية .


3- جواز الحداء في الجهاد قال ابن حجر " ( 10 / 538 ) " نقل ابن عبد البر  الاتفاق على إباحة الحداء ، وفي كلام بعض الحناية إشعار بنقل خلاف فيه ، ومانعة محجوج بالاحاديث الصحيحة "، وأنظر تفصيل هذا الموضوع كتاب العلامة الألباني " تحريم آلات الطرب "فإنه فريد في بابه .


4-   تفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم  أصحابه وإدخال السرور في نفوسهم .


5-   قولهم كذب لا تعني الكذب المذموم دائما ، وإنما تعين أحياناً الخطأ .


6-   نجاسة لحم الحرم الأهلية لأن فيه الأمر بارقته ، وهذا أبلغ في التحريم ( قاله العيني 13/30) .


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق