عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم التيسير
تاريخ الاضافة 2007-11-29 10:04:06
المقال مترجم الى
English    Español   
المشاهدات 3002
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Español   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

يتحدث القرآن الكريم عن صفات النبي الأمي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ المكتوبة صفته في التوراة والإنجيل، ويبين أن من أهم صفات محمد~ صلى الله عليه و سلم ~أنه ييسر على الناس في الأحكام الشرعية، فقال الله تعالى :  ] وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ[

[1] 

فمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ "  يضع عمن يؤمنون به من بني إسرائيل الأثقال والأغلال التي علم الله أنها ستفرض عليهم بسبب معصيتهم ، فيرفعها عنهم النبي الأمي حين يؤمنون به" [2] .

والله تعالى  - وهو الرحيم بعباده - لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وقد امتن على عباده بهذا التيسير ؛قال تعالى : ‏]‏ يُريد الله بِكُم اليُسْر ولا يُريدُ بِكُم العُسْر [[ البقرة: 185]  .

ومن اليسر إعفاء النساء من وجوب صلاة الجمعة والجماعة وإعفاء الصغير، والمجنون، والنائم من سريان الأحكام التكليفية عليهم، والحدود، وبعض حقوق العباد كحق القصاص، وحق حد القذف، فقد اشترط فيها جميعاً البلوغ والعقل، واشترط في حد الزنى أربعة شهود تقليلاً لحالات وجوب الحد، تخفيفاً وتيسيراً، واشترط للرجم لشدته الإحصان تخفيفاً عن غير المحصن، واستثنى الولي الفقير من عدم جواز الأكل من مال اليتيم ؛ تخفيفاً عنه، فقد أذن له أن يأكل ولكن بالمعروف [3]، ونماذج أخرى كثيرة. 

ولقد كان النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~  كمشرع  يسعى إلى التيسير على الناس في الأحكام ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .. والمواقف كثيرة في سنته وسيرته ~ صلى الله عليه و سلم ~ وقد كان يتفادى ما يكون سبباً لتكاليف جديدة قد تشق على المسلمين، وكان يتجنب أن يفعل شيئاً يكون فيه مشقة وحرج على المسلمين [4]، فهم يتتبعون أفعاله ليتأسوا ..

فمن ذلك أنه ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان يحث أصحابه على ترك  الإسئلة الفقهية المعقدة، أو التي لا ينبني عليها عمل، لئلاً تفرض عليهم فرائض بسبب سؤالهم. فقد سأله رجل عن الحج: أفي كل عام هو؟ فقال :"لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم" [5 .

 

وقال:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء" [6] .

وقال لبعض أصحابه: "ما بالكم تأتوني قلحاً لا تسوكون؟ لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء" [7] .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء وبالسواك عند كل صلاة " [8] .

وقال: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ " [9] .

 

وعن قالت عائشة: خرج النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ من عندي وهو مسرور طيب النفس ثم رجع إلي وهو كئيب، فقال: " إِنِّي دَخَلْتُ الْكَعْبَةَ وَلَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا دَخَلْتُهَا إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ شَقَقْتُ عَلَى أُمَّتِي" [10] .

فكونه قد دخل الكعبة، يخشى أن يشق بهذا العمل على المسلمين، فهذا العمل شاق، وغير متاح لكل الناس ..

 

 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ ! فَقَالَ : " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ" فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: "  ارْمِ وَلَا حَرَجَ " ، فَمَا سُئِلَ النَّبِيُّ ~ صلى الله عليه و سلم ~  عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ:" افْعَلْ وَلَا حَرَجَ !" [11] .

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] سورة الأعراف: الآية 157

[2] سيد قطب : في ظلال القرآن ، سورة الأعراف، تفسير الآية 157

[3] انظر: الموسوعة الكويتية – مادة: (تيسير ).

[4] كما هو الحال في عدم مداومته على أداء صلاة التراويح في رمضان، حتى لا يظن الناس أنها واجبة ..

[5] صحيح – رواه مسلم، باب فرض الحج مرة في العمر ، رقم 2380

[6] صحيح – رواه  مسلم، باب السواك، رقم 370

[7] صحيح - رواه أحمد، وصححه الشيخ احمد شاكر في تعليقه على المسند 3 / 246 – 248، والشق الثاني من الحديث في السلسلة الصحيحة برقم 3067

[8] صحيح -  مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 81) رقم  376

[9] صحيح – رواه البخاري، باب الْجَعَائِلِ وَالْحُمْلَانِ فِي السَّبِيلِ ، رقم 2750

[10] رواه أبو داود،  باب في دخول الكعبة برقم 1734. والترمذي برقم 799، وابن ماجة 3055

[11] صحيح - رواه البخاري، بَاب الْفُتْيَا وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا، برقم 81.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق