عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الجزء الثاني_زاد المعاد
تاريخ الاضافة 2007-11-26 07:10:53
المشاهدات 2790
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 
فصل في غزوة الخندق


وكانت في سنة خمس من الهجرة في شوال على أصح القولين إذ لا خلاف أن أحدا كانت في شوال سنة ثلاث وواعد المشركون رسول الله في العام المقبل وهو سنة أربع ثم أخلفوه لأجل جدب تلك السنة فرجعوا فلما كانت سنة خمس جاؤوا لحربه هذا قول أهل السير والمغازي خالفهم موسى بن عقبة وقال بل كانت سنة أربع قال أبو محمد ابن حزم وهذا هو الصحيح الذي لا شك فيه واحتج عليه بحديث ابن عمر في الصحيحين أنه عرض على النبي يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه قال فصح أنه لم يكن بينهما إلا سنة واحدة وأجيب عن هذا بجوابين أحدهما أن ابن عمر أخبر أن النبي رده لما استصغره عن القتال وأجازه لما وصل إلى السن التي رآه فيها مطيقا وليس في هذا ما ينفي تجاوزها بسنة أو نحوهما الثاني أنه لعله كان يوم أحد في أول الرابعة عشرة ويوم الخندق في آخر الخامسة عشرة

فصل
وكان سبب غزوة الخندق أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين على المسلمين يوم أحد وعلموا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين فخرج لذلك ثم رجع للعام المقبل خرج أشرافهم كسلام بن أبي الحقيق وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع وغيرهم إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو رسول الله ويؤلبونهم عليه ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم فأجابتهم قريش ثم خرجوا إلى غطفان فدعوهم فاستجابوا لهم ثم طافوا في قبائل العرب يدعونهم إلى ذلك فاستجاب لهم من استجاب فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف ووافتهم بنو سليم بمر الظهران وخرجت بنو أسد وفزارة وأشجع وبنو مرة وجاءت غطفان وقائدهم عيينة بن حصن وكان من وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف فلما سمع رسول الله بمسيرهم إليه استشار الصحابة فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة فأمر به رسول الله فبادر إليه المسلمون وعمل بنفسه فيه وبادروا هجوم الكفار عليهم وكان في حفره من آيات نبوته وأعلام رسالته ما قد تواتر الخبر به وكان حفر الخندق أمام سلع وسلع جبل خلف ظهور المسلمين والخندق بينهم وبين الكفار وخرج رسول الله في ثلاثة آلاف من المسلمين فتحصن بالجبل من خلفه وبالخندق أمامهم وقال ابن إسحاق خرج في سبعمائة وهذا غلط من خروجه يوم أحد وأمر النبي بالنساء والذراري فجعلوا في آطام المدينة واستخلف عليها ابن أم مكتوم

 

 


وانطلق حيي بن أخطب إلى بني قريظة فدنا من حصنهم فأبى كعب بن أسد أن يفتح له فلم يزل يكلمه حتى فتح له فلما دخل عليه قال لقد جئتك بعز الدهر جئتك بقريش وغطفان وأسد على قادتها لحرب محمد قال كعب جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماؤه فهو يرعد ويبرق ليس فيه شيء فلم يزل به حتى نقض العهد الذي بينه وبين رسول الله ودخل مع المشركين في محاربته فسر بذلك المشركون وشرط كعب على حيي أنه إن لم يظفروا بمحمد أن يجيء حتى يدخل معه في حصنه فيصيبه ما أصابه فأجابه إلى ذلك ووفى له به وبلغ رسول الله خبر بني قريظة ونقضهم للعهد فبعث إليهم السعدين وخوات بن جبير وعبدالله بن رواحة ليعرفوا هل هم على عهدهم أو قد نقضوه فلما دنوا منهم فوجدوهم على أخبث ما يكون وجاهروهم بالسب والعداوة ونالوا من رسول الله فانصرفوا عنهم ولحنوا إلى رسول الله لحنا يخبرونه أنهم قد نقضوا العهد وغدروا فعظم ذلك على المسلمين فقال رسول الله عند ذلك الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين واشتد البلاء ونجم النفاق واستأذن بعض بني حارثة رسول الله في الذهاب إلى المدينة وقالوا (إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) ( الأحزاب 13 ) وهم بنو سلمة بالفشل ثم ثبت الله الطائفتين وأقام المشركون محاصرين رسول الله شهرا ولم يكن بينهم قتال لأجل ما حال الله به من الخندق بينهم وبين المسلمين إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود وجماعة معه أقبلوا نحو الخندق فلما وقفوا عليه قالوا إن هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق فاقتحموه وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع ودعوا إلى البراز فانتدب لعمرو علي بن أبي طالب رضي الله عنه فبارزه فقتله الله على يديه وكان من شجعان المشركين وأبطالهم وانهزم الباقون إلى أصحابهم وكان شعار المسلمين يومئذ حم لا ينصرون ولما طالت هذه الحال على المسلمين أراد رسول الله أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة وينصرفا بقومهما وجرت المراوضة على ذلك فاستشار السعدين في ذلك فقالا يا رسول الله إن كان الله أمرك بهذا فسمعا وطاعة وإن كان شيئا تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعا فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك نعطيهم أموالنا والله لا نعطيهم إلا السيف فصوب رأيهما وقال إنما هو شيء أصنعه لكم رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ثم إن الله عز وجل وله الحمد صنع أمرا من عنده خذل به العدو وهزم جموعهم وفل حدهم فكان مما هيأ من ذلك أن رجلا من غطفان يقال له نعيم بن مسعود بن عامر رضي الله عنه جاء إلى رسول الله فقال يا رسول الله إني قد أسلمت فمرني بما شئت فقال رسول الله إنما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة

 

 

 فذهب من فوره ذلك إلى نبي قريظة وكان عشيرا لهم في الجاهلية فدخل عليهم وهم لا يعلمون بإسلامه قال يا بني قريظة إنكم قد حاربتهم محمدا وإن قريشا إن أصابوا فرصة انتهزوها وإلا انشمروا إلى بلادهم راجعين وتركوكم ومحمدا فانتقم منكم قالوا فما العمل يا نعيم قال لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن قالوا لقد أشرت بالرأي ثم مضى على وجهه إلى قريش فقال لهم تعلمون ودي لكم ونصحي لكم قالوا نعم قال إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يمالئونه عليكم فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم ثم ذهب إلى غطفان فقال لهم مثل ذلك فلما كان ليلة السبت من شوال بعثوا إلى اليهود إنا لسنا بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف فانهضوا بنا حتى نناجز محمدا فأرسل إليهم اليهود إن اليوم يوم السبت وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن فلما جاءتهم رسلهم بذلك قال قريش صدقكم والله نعيم فبعثوا إلى يهود إنا والله لا نرسل إليكم أحدا فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدا فقالت قريظة صدقكم والله نعيم فتخاذل الفريقان وأرسل الله على المشركين جندا من الريح فجعلت تقوض خيامهم ولا تدع لهم قدرا إلا كفأتها ولا طنبا إلا قلعته ولا يقر لهم قرار وجند الله من الملائكة يزلزلونهم ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف وأرسل رسول الله حذيفة ابن اليمان يأتيه بخبرهم فوجدهم على هذه الحال وقد يهيؤوا للرحيل فرجع إلى رسول الله فأخبره برحيل القوم فأصبح رسول الله وقد رد الله عدوه بغيظه لم ينالوا خيرا وكفاه الله قتالهم فصدق وعده وأعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فدخل المدينة ووضع السلاح فجاءه جبريل عليه السلام وهو يغتسل في بيت أم سلمة فقال أوضعتم السلاح إن الملائكة لم تضع بعد أسلحتها انهض إلى غزوة هؤلاء يعني بني قريظة فنادى رسول الله من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة فخرج المسلمون سراعا وكان من أمره وأمر بني قريظة ما قدمناه واستشهد يوم الخندق ويوم قريظة نحو عشرة من المسلمين


فصل


وقد قدمنا أن أبا رافع كان ممن ألب الأحزاب على رسول الله ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي بن أخطب ورغبت الخزرج في قتله مساواة للأوس في قتل كعب بن الأشرف وكان الله سبحانه وتعالى قد جعل هذين الحيين يتصاولان بين يدي رسول الله في الخيرات فاستأذنوه في قتله فأذن لهم فانتدب له رجال كلهم من بني سلمة وهم عبدالله بن عتيك وهو أمير القوم وعبدالله بن أنيس وأبو قتادة الحارث بن ربعي ومسعود بن سنان وخزاعي بن أسود فساروا حتى أتوه في خيبر في دار له فنزلوا عليه ليلا فقتلوه ورجعوا إلى رسول الله وكلهم ادعى قتله فقال أروني أسيافكم فلما أروه إياها قال لسيف عبد الله بن أنيس هذا الذي قتله أرى فيه أثر الطعام


فصل


ثم خرج رسول الله إلى بني لحيان بعد قريظة بستة أشهر ليغزوهم فخرج رسول الله في مائتي رجل وأظهر أنه يريد الشام واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ثم أسرع السير حتى انتهى إلى بطن غران واد من أدوية بلادهم وهو بين أمج وعسفان حيث كان مصاب أصحابه فترحم عليهم ودعا لهم وسمعت بنو لحيان فهربوا في رؤوس الجبال فلم يقدر منهم على أحد فأقام يومين بأرضهم وبعث السرايا فلم يقدروا عليهم فسار إلى عسفان فبعث عشرة فوارس إلى كراع الغميم لتسمع به قريش ثم رجع إلى المدينة وكانت غيبته عنها أربع عشرة ليلة


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق