عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الجزء الثاني_زاد المعاد
تاريخ الاضافة 2007-11-27 01:52:30
المشاهدات 2788
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 
فصل في قدوم وفد تجيب


وقدم عليه وفد تجيب وهم من السكون ثلاثة عشر رجلا قد ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم فسر رسول الله بهم وأكرم منزلهم وقالوا يا رسول الله سقنا إليك حق الله في أموالنا فقال رسول الله ردوها فاقسموها على فقرائكم قالوا يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل عن فقرائنا فقال أبو بكر يا رسول الله ما وفد من العرب بمثل ما وفد به هذا الحي من تجيب فقال رسول الله إن الهدى بيد الله عز وجل فمن أراد به خيرا شرح صدره للإيمان وسألوا رسول الله أشياء فكتب لهم بها وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن فازداد رسول الله بهم رغبة وأمر بلالا أن يحسن ضيافتهم فأقاموا أياما ولم يطلبوا اللبث فقيل لهم ما يعجبكم فقالوا نرجع إلى من وراءنا فنخبرهم برؤيتنا رسول الله وكلامنا إياه وما رد علينا ثم جاؤوا إلى رسول الله يودعونه   فأرسل إليهم بلالا فأجازهم بأرفع ما كان يجيز به الوفود قال هل بقي منكم أحد قالوا نعم غلام خلفناه على رحالنا هو أحدثنا سنا قال أرسلوه إلينا فلما رجعوا إلى رحالهم قالوا للغلام انطلق إلى رسول الله فاقض حاجتك منه فإنا قد قضينا حوائجنا منه وودعناه فأقبل الغلام حتى أتى رسول الله فقال يا رسول الله إني امرؤ من بني أبذي يقول من الرهط الذين أتوك آنفا فقضيت حوائجهم فاقض حاجتي يا رسول الله

 

 

قال وما حاجتك قال إن حاجتي ليست كحاجة أصحابي وإن كانوا قدموا راغبين في الإسلام وساقوا ما ساقوا من صدقاتهم وإني والله ما أعملني من بلادي إلا أن تسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني وأن يجعل غناي في قلبي فقال رسول الله وأقبل إلى الغلام اللهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه فانطلقوا راجعين إلى أهليهم ثم وافوا رسول الله في الموسم بمنى سنة عشر فقالوا نحن بنو أبذى فقال رسول الله ما فعل الغلام الذي أتاني معكم قالوا يا رسول الله ما رأينا مثله قط ولا حدثنا بأقنع منه بما رزقه الله لو أن الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت إليها فقال رسول الله الحمد لله إني لأرجو أن يموت جميعا فقال رجل منهم أو ليس يموت الرجل جميعا يا رسول الله فقال رسول الله تشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا فلعل أجله أن يدركه في بعض تلك الأودية فلا يبالي الله عز وجل في أيها هلك قالوا فعاش ذلك الغلام فينا على أفضل حال وأزهده في الدنيا وأقنعه بما رزق فلما توفي رسول الله ورجع من رجع من أهل اليمن عن الإسلام قام في قومه فذكرهم الله والإسلام فلم يرجع منهم أحد وجعل أبو بكر الصديق يذكره   ويسأل عنه حتى بلغه حاله وما قام به فكتب إلى زياد بن لبيد يوصيه به خيرا

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق